واصل الرئيس اللبناني ميشال سليمان زيارته الرسمية لأرمينيا لليوم الثاني بدعوة من نظيره الارميني سيرج سركيسيان. وشدد سليمان خلال لقائه سركيسيان في القصر الرئاسي الارميني على «أهمية الخيارات التي تسمح بالانتقال نحو أنظمة ديموقراطية منفتحة على الحداثة وتحترم حقوق جميع المواطنين، بعيداً من أي تمييز أو عنف، وذلك من خلال التطورات والأحداث الجارية في العالم العربي وما يمكن أن تؤدي إليه من تحولات تاريخية». ولفت الى «ضرورة استمرار المساعي الهادفة لإيجاد حل عادل ودائم لقضية الشرق الأوسط، وجوهرها قضية فلسطين، على قاعدة قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام بجميع مندرجاتها، بما يحفظ حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وديارهم ولا يسمح بأي شكلٍ من أشكال التوطين». سركيسيان بدوره اكد سركيسيان ان الشعب الارميني «لن ينسى اطلاقاً استضافة لبنان وتأمينه الملجأ اللازم للشعب الارميني الذي هاجر بعد المجزرة التي استهدفته، ولذلك فإن لبنان له دور خاص بالنسبة الى ارمينيا التي ترتبط وتسعى الى اقامة علاقات مع العالم العربي». وأوضح ان «التعاون اللبناني الارميني قائم في المحافل الدولية في القضايا التي تهم البلدين والاوضاع في المنطقة والعالم». وكان سيلمان وعقيلته والوفد الرسمي المرافق وصلوا الى القصر الرئاسي في يريفان قبل ظهر امس، وكان في استقبالهم سركيسيان وعقيلته. وبعد مراسم الاستقبال، عقد الرئيسان اللبناني والارميني لقاء قمة في القاعة الذهبية للقصر، استعرضا خلالها العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، اضافة الى الاوضاع التي تشهدها المنطقة ومواضيع ذات اهتمام مشترك. وفي ختام القمة، قلد سليمان نظيره الارميني وسام الاستحقاق اللبناني من الرتبة الاستثنائية، فيما قلد سركيسيان الرئيس اللبناني وسام الشرف، وهو من ارفع الاوسمة الارمينية. ثم عقد لقاء موسع ضم الرئيسين واعضاء الوفدين اللبناني والارميني وتم توقيع اتفاقات تعاون بين البلدين شملت المجالات السياحية والاقتصادية والبيئية. مؤتمر صحافي بعد ذلك عقد الرئيسان اللبناني والارميني مؤتمراً صحافياً مشتركاً بدأه سليمان بكلمة جاء فيها: «أجرينا محادثات معمقة ومفيدة تناولت سبل توطيد علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين بلدينا وشعبينا في مختلف الميادين؛ إضافةً لاستعراض تطور الأوضاع في الساحتين الإقليمية والدولية». وأضاف: «ساد المحادثات جو من التفاهم والود تعززه العلاقة الإنسانية المميزة التي تربط الشعبين اللبناني والأرميني منذ أقدم العصور. وشكرت للرئيس سركيسيان تأييد أرمينيا الدائم للبنان ولقضاياه المحقة، وبخاصة سعينا لضمان تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 بجميع مندرجاته بمواجهة الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية المتمادية ضد سيادة لبنان وحرمة أراضيه». وتابع: «أعربت للرئيس سركيسيان عن اعتزازنا بالمساهمة الجوهرية للبنانيين المتحدرين من أصل أرميني في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبنان بفضل مهاراتهم والقيم التي نشأوا عليها، ونظراً لما يسمح به ويساعد عليه النظام اللبناني القائم على الميثاقية والتوافق والمشاركة المتكافئة لجميع الطوائف في إدارة الشأن العام في إطار من الديموقراطية والحرية». وزاد انه «تم تأكيد أهمية العمل على تعزيز ثقافة الحوار والعيش المشترك في مواجهة كل أشكال التطرف والعنصرية والعنف، وعلى ضرورة التعاون والتنسيق على الصعيدين الثنائي والدولي من أجل مواجهة خطر الإرهاب». وزاد: «أكدت للرئيس سركيسيان وقوف لبنان إلى جانب أرمينيا، وأعربت له عن حرص لبنان على أهمية تغليب فرص الاستقرار والسلام والتنمية في أرمينيا وإيجاد حلول ديبلوماسية وسلمية للمشاكل التي ما زالت تعيق تطبيع العلاقة مع بعض دول الجوار، وبخاصة تسوية النزاع القائم في إقليم ناغورني – كاراباخ، كي تصبح منطقتكم فعلاً جسر تواصل بين الحضارات، لا خطاً فاصلاً بينها». وأضاف: «كما تم التأكيد على الرغبة المشتركة في إيجاد آليات عملية لتطبيق الاتفاقات القائمة بين البلدين وتوسيع آفاق التعاون بينهما في مختلف المجالات، وتبادل الزيارات، ووجهت إليه دعوة للقيام بزيارة رسمية للبنان في أقرب فرصة ممكنة». ودعا سليمان الدول الكبرى القادرة، الى ان «تعمل على حل بؤر التوتر في العالم على غرار القضية الفلسطينية واقليم ناغورني كاراباخ كي يعم السلام العالم اجمع، بحيث تحل قضية الارهاب التي اصبحت قضية خطيرة في كل العالم».