يبذل «مركز الإمارات لتكاثر الطيور والمحميات» جهوداً كبيرة للحفاظ على طائر الحبارى في بيئته الطبيعية في مدينة البيض، جنوب غربي الجزائر، سعياً إلى الوصول الى أعداد كافية من هذا الطائر المهدد بالانقراض... حتى يمارس الإماراتيون هواية صيده «بانتظام». والأحد الماضي أطلق 100 طائر في منطقة الزبوج التي تبعد 150 كيلومتراً عن مدينة البيض الجزائرية جرى تفقيسها وتربيتها في مختبر محلي تابع ل «مركز الامارات لتكاثر الطيور والمحميات». ووضعت أجهزة إرسال على بعض الطيور لتسهل تعقبها بعد إطلاقها في البرية، كما يحمل كل طائر حلقة في رجله للتعرف عليه وعلى السنة التي جرى فيها تفقيسه وما إذا كان ذكراً أم أنثى. وهذه المرة الثانية التي يطلق فيها الطائر المهدد بالانقراض بعد عملية ناجحة العام الماضي أطلق خلالها 560 طائراً. والهدف هذا العام هو الوصول إلى إطلاق ألف طائر، من خلال عمليات تتم كل يوم أو يومين، بحسب مديرية الغابات. ويعمل مركز الامارات بالتعاون مع منطمة «حياة الطيور العالمية» (بيرد لايف انترناشيونال) وجامعة «إيست آنجلا» البريطانية، في مشروع يستغرق ست سنوات لحماية الحبارى في الجزائر وأوزبكستان. ويسعى المركز الى «الدفاع عن نموذج لحماية الحبارى والصيد المستدام لها»، كما جاء في وثيقة الدعاية التي صدرت عنه. والزبوج منطقة بعيدة جداً من أي حياة مدنية، ويصعب الوصول إليها، إذ بمجرد ترك الطريق المعبدة يصبح من المستحيل الاستدلال في الصحراء القاحلة. لكن البيئة الصعبة لم تمنع الصيادين المتنقلين في قوافل كبيرة من السيارات الرباعية المجهزة بكل وسائل الاتصال والاستدلال في الصحراء من الوصول الى أماكن وجود الحبارى. وأكد مدير المشروع في مركز الإمارات لتكاثر الطيور كيت سكوتلاند، ان «الخطر الحقيقي الذي يهدد طائر الحبارى هو اتساع المراعي والصيد الجائر وحتى الصيد المنظم».