هزّت منطقة البقاع الشرقي اللبنانية بعد ظهر أمس انفجارات في مستودع ذخيرة ل «حزب الله» يقع بين قرى النبي شيت والخضر والخريبة القريبة من الحدود مع سورية، والتي تعرف بأنها منطقة عسكرية تابعة للحزب. ما ادى الى سقط عدد من القتلى والجرحى، تضاربت الروايات عن عددهم وطبيعة الانفجار، نظراً الى أن مقاتلي «حزب الله» ضربوا طوقاً أمنياً شديداً في محيط الانفجار الذي ذكرت مصادر أمنية أنه خلف انفجارين إضافيين، فتعذر التأكد من المعلومات والتدقيق فيها. وأكدت مصادر أمنية رسمية متعددة أن الطوق الأمني الذي ضربه الحزب حول منطقة الانفجار بلغ مسافة 500 متر بعيداً منها، وأن القوى الأمنية لم تتمكن من الوصول الى موقع الحادث الذي وقع في مبنى من 3 طبقات. وفيما ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية أن منزلاً يخص المواطن محمد علي رضا الموسوي دمّر بالكامل وأن الأبنية المجاورة تضررت وأن المصابين نقلوا بسيارات الإسعاف الى مستشفى «الحكمة» وغيره في بعلبك، نقلت وكالة «فرانس برس» عن «مسؤول أمني» قوله إن 9 قتلى سقطوا في الانفجارات الثلاثة إضافة الى 7 جرحى، من دون أن يوضح إذا كان انفجاراً في مخزن أسلحة. لكن سكاناً من المنطقة أفادوا بأن المبنى الذي وقعت فيه الانفجارات هو قيد الإنشاء وفيه مخزن أسلحة ل «حزب الله»، فيما أشارت مواقع إلكترونية الى أن المخزن يضم صواريخ، وأن قوة الانفجار نجمت عن انفجار بعض هذه الصواريخ. وفيما أوضح مسؤول أمني ل «الحياة» أن 4 عمال سوريين أصيبوا بجروح فيما كانوا يعملون في حقل زراعي خلف المنزل الذي وقعت فيه الانفجارات الثلاثة، ذكرت معلومات مصادر أمنية محلية في البقاع أن عدد القتلى ثلاثة والجرحى أربعة. إلا أن «حزب الله»، بعد أن كان امتنع عن التعليق على الحادث في اتصالات وسائل الإعلام مع العلاقات الإعلامية فيه في الساعات الأولى التي أعقبت الانفجارات، عاد فأصدر بياناً زهاء السادسة مساء عن دائرة العلاقات الإعلامية، نص على الآتي: «توضيحاً لحقيقة الحادثة التي حصلت اليوم (أمس) في بلدة النبي شيث، تفيد مصادر المقاومة بأن الانفجار حصل في مستودع للذخائر تُجمع فيه القذائف والذخائر القديمة ومخلّفات القصف الإسرائيلي في المنطقة. وقد أدى هذا الانفجار المؤسف الى استشهاد 3 من الأخوة المجاهدين وعدد من الجرحى، والعمل جارٍ على معالجة آثار الحادث بالتعاون مع الجهات المختصة». وأفادت معلومات إعلامية بأن «حزب الله» سمح قرابة السابعة مساء لدورية من مخابرات الجيش اللبناني بالوصول الى موقع الانفجار لمباشرة التحقيق بالحادث. وقالت مصادر متفرقة إن الانفجارات تواصلت بعد الظهر في المستودع وتردد أنه يضم أيضاً خزانات للمازوت. وكانت حصلت في السنوات الثلاث الماضية انفجارات عدة في مستودعات ل «حزب الله» في منطقة الجنوب اللبناني، لكن «حزب الله» حال دون وصول قوات الأممالمتحدة المنتشرة هناك (يونيفيل) الى مواقع هذه الانفجارات وتسبب الأمر أحياناً بصدامات بين الأهالي وبين هذه القوات، كما حال الحزب دون وصول الجيش اللبناني الى مواقع تلك الانفجارات. وجاء انفجار مستودع منطقة النبي شيت أمس بعد 3 أيام على انكشاف مقتل أحد مسؤولي «حزب الله» في البقاع، ويدعى علي حسين ناصيف (شمص) من بلدة بوداي البقاعية، مع آخرين من الحزب، فيما كانوا في منطقة القصير السورية. وتردد أن ناصيف قتل فيما كان في موكب ضم سيارات عدة فيها عناصر «حزب الله» قيل أنهم 15، حين جرى تفجير عبوة ناسفة بهم لأنهم كانوا يساعدون الجيش النظامي في المواجهات مع الثوار السوريين. وشيّع ناصيف في بلدته وآخرون في بعلبك وبلدات بقاعية أخرى وتردد أن أحد العناصر شيّع في إحدى قرى الجنوب. وبث تلفزيون «المنار» صوراً لتشييع ناصيف، وقال إنه قتل أثناء قيامه «بواجبه الجهادي». واستدعى الأمر تعليقات من بعض خصوم الحزب عن «تدخله في الأزمة السورية على الأرض السورية». وعلّق نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري مساء على انفجار مستودع الذخيرة في بلدة النبي شيت بالقول: «انطلاقاً من قناعاتي السياسية لو يسلّم حزب الله سلاحه الى الدولة اللبنانية لوفّر على البلد مشاكل ولأمّن للدولة ما تحتاجه من هذا السلاح».