شارك فلسطينيون وأجانب في «باص الحرية» الذي انطلق من مخيم جنين في شمال الضفة الغربية لينهي عروضه في مدينة بيت ساحور، في فكرة مقتبسة عن نضال الأميركيين السود في ستينات القرن العشرين. وقال بن ريفرز منسق البرنامج والناشط الأميركي المتعاطف مع حقوق الفلسطينيين، إن باص الحرية يرمي إلى «مناصرة حقوق الإنسان الفلسطيني من جهة، والعمل على مساعدة الناس للشفاء الذاتي من الصدمات من خلال التحدث عن قصصهم والتغلب على مشاكلهم ورؤيتها بشكل أوضح». وبدأ باص الحرية رحلته وعروضه في 24 أيلول (سبتمبر) الماضي وأنهاها أول من أمس، وتخلّلتها حفلات موسيقية وعروض «بلاي باك ثياتر» أي أن يروي أحد الأشخاص من الجمهور حكايته أمام الناس ومن ثم يقوم الممثلون على المسرح بإعادة هذه الحكاية بالتمثيل والموسيقى. وتلقى هذا المشروع مساندة ناشطين في مجال حقوق الإنسان ومناهضين للاحتلال الإسرائيلي، منهم الأستاذ الجامعي الأميركي ناوم تشومسكي، والكاتبة الأميركية أليس ووكر، والأكاديمية والناشطة انجيلا ديفيس، والفيلسوفة الأميركية جوديث باتلر، والبروفسور رشيد الخالدي وغيرهم. وقال منسق العروض مع القرى والمدن الفلسطينية جورج رشماوي: «إنها المرة الأولى التي نقوم فيها بهذا العمل الذي عرّفنا الأجانب من خلاله، على قرى فلسطينية نائية وعلى فسيفساء المشاكل في كل منطقة زرناها». وأضاف: «ذهبنا إلى قرية فقوعة في جنين التي قَضم الجدار العازل أراضيها، وهي تعاني نقصاً في المياه لأن الإسرائيليين يسيطرون على المياه هناك. وفيما تُروى مستوطنة «معاليه غلبوع» المقامة على أراضيها، حدائقها برشاشات المياه، يموت سكان القرية من العطش». وأفادت الممثلة حنين طربيه من مدينة سخنين بأن الفريق العامل في عروض «بلاي باك ثياتر»، تدرّب 9 شهور وزار مناطق فلسطينية مختلفة حيث سمع قصص الأهالي التي تركت تأثيراً عميقاً فينا. وصل فريق باص الحرية إلى قرية أتوانة النائية جنوب الخليل التي تتعرض لهجمات متكررة من المستوطنين، وبدأ عروضه فيها ليلاً في الهواء الطلق. ومع بداية العرض بدأ المطر الخفيف بالهطول، ثم هبت بعض الرياح، وانقطعت الكهرباء مرات عدّة، فتعطلت أجهزة الصوت والإضاءة. ومع ذلك، تحدث عدد من الأجانب المتطوعين في البلدة عن تجاربهم في توثيق هجمات المستوطنين بالتصوير ومحاولة حماية الأهالي ومساعدتهم للوصول إلى أراضيهم، أو مساعدة الأطفال للوصول إلى مدارسهم من دون أن يتعرض لهم المستوطنون. وافتتح الممثلون عرضهم في قرية أتوانة بأغنية «عالمايه عالماية» الفلكلورية، وغنوها مع سقوط المطر، ومن ثم أدوا أدواراً لقصص الأهالي تتطرق في معظمها عن هجمات المستوطنين، من قطع الزيتون إلى ضرب البيوت بالحجارة. ومسرح الحرية في مخيم جنين الذي انبثق منه مشروع الباص، أسسه الممثل والمخرج جوليان مئير خميس وهو ابن قيادي شيوعي عربي من مدينة حيفا. وأمه يهودية بنت المسرح بأموال جائزة للسلام، ثم هدمه الجيش الإسرائيلي عند اجتياحه مخيم جنين، ثم أعاد خميس بناءه في العام 2006. ودفع حياته ثمناً لمسرح الحرية، إذ اغتيل في نيسان (أبريل) 2011 بعدما رفض إغلاقه.