ذات صباح، خرج معلمان كغيرهما من المعلمين متجهين إلى عملهما، كان ذلك في صباح ثاني أيام الدوام الرسمي للعام الجديد، بحثاً عن مدرستهما التي وجّهتهما إدارة التربية والتعليم في منطقة الرياض إليها ولم يجداها! نظراً إلى اسم المدرسة والحي وعنوانها التقريبي، ولم يجداها! جاب المعلمان (تحتفظ «الحياة» باسمهما) ومثلهما فعل بقية المعلمين الموجهين لمدرسة المغيرة بن حكيم حي «المؤنسية» بطوله وعرضه، لكنهما لم يعثرا على المدرسة التي من المفترض أن يجداها هنا كما قيل لهما في خطاب التوجيه. عاد المعلمان إلى مكان التوجيه المتمثل في مكتب الإشراف التربوي في قرطبة (شرق الرياض)، ليستفسرا عن «حل اللغز»، ومعرفة موقع المدرسة «المفقودة». ويصف أحد المعلمين اللذين التقتهما «الحياة» وضعه وزملائه ممن وجهوا إلى مدرسة المغيرة بن حكيم المفقودة بقوله: «نحن كالمعلقين بين الأرض والسماء». ويضيف: «تسلمت خطاب توجيهي إلى مدرسة المغيرة بن حكيم من مكتب الإشراف التربوي في قرطبة يوم الأحد، وتوجهت إلى موقع المدرسة الذي ذكر أنها في حي المؤنسية، للبحث عنها مستعيناً بموقع الوزارة لتحديد المكان، لكن كل ذلك لم يجدِ نفعاً». ويتابع: «سألت أحد العاملين في مكتب التعاقدات لعله يساعدني في إيجاد موقع المدرسة المذكورة على أرض الواقع، فنصحني بالعودة لمكتب قرطبة مرة أخرى للاستفسار عن ذلك». لكن ما حدث في مكتب الإشراف لم يكن متوقعاً بالنسبة له، فبدلاً من أن يعطى خريطة أو عنواناً للمكان، تم توجيهه فوراً إلى مدرسة أخرى (مدرسة عبدالله خياط) للمباشرة هناك، من دون تفسير أو تبرير لما حدث. ولا يعلم المعلم الذي عانى من أكثر المواقف غموضاً منذ بدء العام الدراسي الجديد الخطوة المقبلة، ومثله زملاء له، حولوا إلى المدرسة ذاتها «لا نعرف حتى الآن هل سنستمر في هذه المدرسة، أم سننتقل إلى مدرسة أخرى؟». المعلم الثاني الذي مر بقصة مشابهة بحثاً عن المدرسة «المفقودة»، أكد ل«الحياة» أن «موقع الوزارة لم ينفعنا لإيجاد المدرسة، واعتمدت أنا وخمسة من المعلمين أعرفهم على اجتهادنا الشخصي، إذ لم نتسلم أي عنوان أو كروكي يحدد موقع المدرسة». وأوضح أنهم (المعلمون الستة) بعدما يئسوا من العثور على المدرسة، عادوا ثانية إلى مكتب قرطبة وتواصلوا مع مديره شخصياً، ليكتفي الأخير بتوجيههم للتواصل مع مدير مدرسة عبدالله خياط، ووضع ملاحظة على التوجيه الأول تقول إن «كل المدرسين الذين يأتون من مدرسة المغيرة بن حكيم تتم مباشرتهم فوراً في مدرسة عبدالله خياط». وبحسب خطابات التوجيه (حصلت «الحياة» على نسخ من بعضها)، فإن أحد المعلمين وجّه إلى مدرستين خلال 4 أيام، إذ يظهر تاريخ التوجيه إلى مدرسة المغيرة بن حكيم في 25 شوال 1433، في حين يظهر تاريخ التوجيه إلى مدرسة عبدالله خياط في 29 شوال من العام 1433ه. ولم تبتعد قصة مديرة إحدى المدارس ومعلماتها اللاتي توجهن إلى مدرستهن في شرق الرياض بحسب توجيه مكتب الإشراف التربوي في النهضة، ليجدن في العنوان المحدد «هيكل مبنى» فقط، إذ لم ينته بناء المدرسة بعد. وكما فعل المعلمون اتجهت المعلمات إلى مكتب الإشراف في النهضة (شرق الرياض)، إذ وجهن بالمباشرة بالحضور يومياً إلى المكتب، حتى إعادة توجيههن إلى مدارس أخرى.