قال ناشطون ومقيمون إن القوات الحكومية السورية قصفت الاحياء لشرقية لدمشق بكثافة أمس واشتبكت مع مقاتلي المعارضة. وأبلغ السكان عن سماع أصوات قذائف المدفعية الثقيلة منذ السادسة صباحاً (0300 بتوقيت غرينتش). وقالوا ان العاصمة اهتزت بعد ساعتين نتيجة لعدة انفجارات مدوية ربما كانت نيران المدفعية. وقال مقيم في حي العدوي بوسط العاصمة لرويترز في مكالمة هاتفية تخللها دوي انفجارين «كل منها (الانفجارات) يبدو وكأنه زلزال». وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات النظام تستهدف المناطق الريفية حول أحياء الزمالكة وعين ترمة على المشارف الشرقيةلدمشق والتي تمثل معاقل للمعارضة. وقال ان هجوم الجيش جاء بعد ان منيت قوات النظام بخسائر في المنطقة اول من امس عندما تعرضت عدة نقاط تفتيش عسكرية للهجوم. وصد الجيش هجوماً للمعارضة في دمشق في تموز (يوليو) لكن معارضى النظام لا يزالون موجودين في المناطق البعيدة من العاصمة. إلى ذلك، قتل 21 شخصاً بينهم ثمانية اطفال في غارة شنتها طائرة حربية صباح امس على بلدة في ريف ادلب شمال غرب سورية، بحسب المرصد. وقال المرصد في بيان ان «21 شهيداً سقطوا إثر قصف تعرضت له بلدة سلقين من قبل القوات النظامية السورية التي اشتبكت مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في محيط البلدة»، مشيراً الى ان من بينهم «ثمانية اطفال دون سن ال 18». وبث ناشطون شريطاً مصوراً على موقع يوتيوب الالكتروني، يظهر رجلا يبكي وينتحب امام شاحنة صغيرة وضعت في صندوقها جثث متفحمة وأطراف بعضها مقطعة. وسمع الرجل وهو يصرخ «يا الله ابني مات، يا محمد، يا الله»، قبل ان يغطي وجهه بيده ويتكىء الى حائط. كما عرض شريط آخر جثث ثلاثة اطفال مضرجين بالدماء وممدة على قطعة قماش بيضاء في غرفة. وكان مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن أبلغ «فرانس برس» في اتصال هاتفي ان «طائرة حربية شنت غارة صباح» امس على بلدة سلقين، مؤكداً ان عدداً من الجثث ما زالت تحت الانقاض. واشار الى ان ثلاث سيارات اسعاف تركية وصلت الى معبر باب الهوا الحدودي الذي يبعد نحو خمسة كيلومترات عن البلدة، لنقل المصابين الى داخل الاراضي التركية. من جهته نقل التلفزيون الرسمي السوري تعليقاً على قصف سلقين ان «الجهات المختصة تدمر عدداً من السيارات المزودة برشاشات دوشكا وتقضي على مجموعة ارهابية مسلحة كانت تعتدي على المواطنين في مدينة سلقين بريف ادبل». وحصدت اعمال العنف امس 36 قتيلا بينهم 29 مدنيا. وفي مناطق سورية اخرى، قتل ستة اشخاص على الاقل امس في قصف للقوات النظامية السورية على مناطق في محافظتي درعا (جنوب) وحمص (وسط). وقال المرصد السوري ان «خمسة شهداء سقطوا إثر القصف الذي تعرضت له بلدة طفس (في درعا) بينهم سيدة ووالدها ومقاتل من الكتائب الثائرة»، مرجحاً ارتفاع عدد الضحايا بسبب وجود عدد من الجرحى «ونقص المواد الطبية في البلدة». وفي شريط بثه ناشطون على موقع «يوتيوب» الالكتروني قالوا انه للضحايا الذين سقطوا في طفس، بدا رجل وهو يتنقل بين عدد الجثث مسمياً كلا منها. ويقول الرجل في الشريط: «رغم هذه الجراح ورغم هذه الدماء ورغم القتل ورغم ما يحدث في هذه البلدة، باذن الله تعالى لن نتوانى ولن نتراجع ولن نتخاذل عن تقديم كل ما نملك من دماء ومن جرحى ومن شباب ومن نساء ومن اطفال». وفي حمص تعرضت منطقة الحولة وبلدة طلف لقصف عنيف من قبل القوات النظامية بحسب المرصد. وقد قضى رجل عند محاولة القوات النظامية اقتحام بلدة السمعليل في ريف المحافظة، بحسب المرصد. من جهة اخرى، قتل 18 جندياً نظامياً سورياً على الاقل وجرح اكثر من ثلاثين آخرين في كمين للمقاتلين المعارضين في محافظة حمص، بحسب المرصد السوري. واوضح المرصد ان هؤلاء سقطوا «اثر تفجير عبوات ناسفة وكمين لقافلة للقوات النظامية تضم حافلات وشاحنات وسيارات على طريق حمص - تدمر». وأدت اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة اول من امس الى سقوط 126 قتيلا بحسب المرصد.