أفاد ناشطون أمس عن مقتل 33 شخصاً بنيران قوات النظام السوري معظمهم في دير الزور وحمص وريفها، فيما تواصل القصف على أحياء بمدينة حمص، واندلاع اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر في عدة مناطق. وأفاد ناشطون عن اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيشين النظامي والحر في دير الزور وسبينة بريف دمشق، وفي المنطقة الشمالية لمطار تدمر العسكري بمحافظة حمص وريف حلب. كما أفاد الناشطون عن انشقاق ضباط برتب عالية عن الجيش النظامي: هم العميد الركن فايز المجاريش من قيادة المنطقة الجنوبية ورئيس فرع العمليات، والعميد الركن كامل المجاريش رئيس فرع هندسة الفرقة الأولى، والعقيد محمود مرزوق من الدفاع الجوي، والعقيد الطيار الركن إسماعيل عبد الرحمن الأيوب، والرائد طارق اليونس. وكان مجلس قيادة الثورة في دمشق أكد انشقاق رئيس فرع الأمن السياسي بمدينة دمشق العميد عبد الرحمن الطحطوح -وهو من أبناء دير الزور- وانضمامه لكتائب الصحابة. وتواصلت عمليات القصف والاشتباكات في مناطق مختلفة من سورية خارجة عن سيطرة النظام في حمص والرستن والقصير ودير الزور وحماة وإدلب وحلب. ولفت المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان، إلى مقتل ستة مدنيين في منطقة حمص بينهم أربعة في الريف بمدينة الرستن التي تتعرض «للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ شهر شباط (فبراير)». وأشار إلى تعرض حي السلطانية ومنطقة كفرعايا في حمص للقصف من قبل القوات النظامية التي تحاول فرض سيطرتها على هذه المنطقة. وأفاد الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية في حمص هادي العبدالله وكالة فرانس برس في اتصال هاتفي من المدينة أن «القصف تجدد على الرستن والقصير منذ نحو التاسعة صباحاً»، مشيراً إلى أن «المروحيات تطلق أنواعاً جديدة من الصواريخ على المنازل ... يبدو أنها تحمل مواد قابلة للاشتعال». وتطرق العبدالله إلى الوضع التمويني في أحياء جورة الشياح والقصير والخالدية والقرابيص وكذلك في حمص القديمة وقال بانه يتم «تأمين ما لا يتعدى 10 في المئة من المواد الغذائية لهذه المناطق وبعد عمليات خطرة من قبل عناصر الجيش السوري الحر». ولفتت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان إلى تواصل القصف على منطقة تلبيسة والقرى القريبة منها التي تضم أعداداً كبيرة من النازحين. وأظهر شريط فيديو بثه ناشطون على موقع يوتيوب أعداداً من أهالي تلبيسة وهم يفرون من القصف إلى العراء بالقرب من الطريق العام ويحتمون بسور اسمنتي لدار عجزة. وفي محافظة دمشق، ذكر المرصد أن عدداً من عناصر القوات النظامية أصيب اثر انفجار عبوة ناسفة بحافلة كانت تقلهم على طريق المتحلق الجنوبي بالقرب من حي الزهور. وقال نشطاء إن انفجاراً استهدف حافلة لقوات الأمن في العاصمة فأصاب عدة أشخاص. وقال سكان إنهم سمعوا انفجاراً قوياً أعقبه دوي لأبواق سيارات الإسعاف التي هرعت باتجاه الطريق الدائري بجنوب دمشق قرب حي الميدان. وقال بعض النشطاء إن أكثر من عنصر من قوات الأمن قتلوا في الهجوم لكن آخرين قالوا انه لم يسقط قتلى وإنما جريح واحد. وأضافوا أن الانفجار سببته فيما يبدو عبوة ناسفة بدائية الصنع كانت مثبتة بالحافلة. وفي محافظة دير الزور شرق البلاد، أفاد المرصد عن سقوط ثمانية قتلى بينهم ثلاثة مدنيين وعسكريان منشقان في مدينة دير الزور، بينما قتل مقاتل معارض في مدينة البوكمال اثر إصابته خلال اشتباكات مع القوات النظامية، بالإضافة إلى مقاتلين معارضين احدهما قائد كتيبة خلال اشتباكات في محيط حقل العمر النفطي. وفي محافظة حماة (وسط)، تتعرض بلدة قلعة المضيق للقصف من قبل القوات النظامية السورية ما أسفر عن مقتل مواطنين اثنين وإصابة آخرين بجروح، بحسب المرصد الذي أشار أيضاً إلى اقتحام القوات النظامية قريتي جريجس ومعرزاف وسط المحافظة. وشمالا في ريف حلب، لا تزال مدينة اعزاز تتعرض لقصف عنيف من قبل القوات النظامية التي تشتبك مع مقاتلين معارضين عند مداخل المدينة، ما أدى إلى مقتل أحد المقاتلين، بحسب المرصد. وعلى بعد حوالى 30 كلم إلى الغرب من مدينة حلب (شمال)، ثاني كبرى المدن السورية، قال لمراسل فرانس برس مسؤول ميداني من مقاتلي المعارضة، كان على اتصال عبر جهاز اللاسلكي برفقاء له منتشرين في مكان القصف، إن مدفعية القوات النظامية المنصوبة في بلدة اورم الصغرى (20 كلم تقريباً غرب حلب) تشن قصفاً عنيفاً على بلدات الجينة وأبين وزردنا، وهي بلدات مجاورة لاورم الصغرى تتبع جميعها ناحية الاتارب. وأفاد المراسل أن وتيرة القصف كانت بمعدل قذيفة كل دقيقتين إلى ثلاث دقائق على الأكثر اعتباراً من الساعة 18,00 (15,00 تغ) من مساء السبت واستمر الوضع على حاله حتى منتصف الليل (21,00 تغ) ثم خفت حدته لتصبح الفترة الزمنية الفاصلة بين القذيفة والأخرى حوالى ربع ساعة. وتعذر على القيادي العسكري المعارض إعطاء أي حصيلة لضحايا القصف، لكنه أكد «انه بالنظر إلى كثافة القصف فبالتأكيد هناك قتلى». وفي محافظة ادلب (شمال غرب) تدور اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في قرى عين الباردة وعين السودة والشبيحة بريف جسر الشغور. ولفت المرصد إلى مقتل مدنيين اثنين اثر إطلاق نار من رشاشات ثقيلة في بلدة سلقين التي تدور على مداخلها اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، في حين قتل في ريف جسر الشغور ما لا يقل عن ثلاثة من القوات النظامية خلال الاشتباكات. وفي مدينة درعا جنوباً، اقتحمت القوات النظامية منطقة درعا البلد وحي الكرك وسط إطلاق رصاص كثيف، واشتبكت مع مقاتلين معارضين، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص هم مدني ومقاتلان معارضان، بحسب المرصد. وفي محافظة اللاذقية شمال غربي، تتعرض بلدة سلمى والقرى المجاورة لها في جبل الأكراد لقصف عنيف من القوات النظامية. وأدت أعمال العنف أول من أمس إلى مقتل 115 شخصاً بينهم 50 مدنياً منهم أكثر من 20 امرأة وطفل، بحسب المرصد.