ضحت عاملة منزلية (إثيوبية الجنسية) بحياتها لإنقاذ طفلين يوم الخميس الماضي في حي الجزيرة بالعاصمة الرياض، بعد أن فوجئت وهي تعبر الشارع وبرفقتها طفلا كفيلها، بشاب متهور يمارس التفحيط بسيارته، يتجه نحوها بسرعة جنونية، لتقذف بالطفلين بعيداً عن السيارة وتواجه مصيرها وحيدة. «إكرام» ذات ال28 ربيعاً التي فضلت تخليص طفلين بريئين من قبضة «الموت»، والتضحية بحياتها، لم تتعرض لحادثة فقط، إذ قام الجاني بدهسها مرات عدة، ما تسبب في تمزّق جسدها، قبل أن يفر من موقع الحادثة. يصف محمد الجطيلي كفيل «إكرام» المأساة ل «الحياة»، ويقول: «بعد خروجي مع أسرتي يوم الخميس لحديقة في شرق الرياض، وبينما كنا نمشي في الممشى المحيط بالحديقة، إذ دخل علينا شاب يقود سيارة نقل صغيرة بعد أن انحرفت سيارته أثناء ممارسته التفحيط... ارتطمت السيارة في سور الحديقة لتدهس العاملة الإثيوبية إكرام». ويروي اللحظات الأخيرة قبل وقوع الحادثة: «بعد أن اقتربت السيارة منها قذفت إكرام الطفلين بعيداً عن السيارة، لتدهسها مرات عدة أثناء محاولة سائقها الفرار، ما تسبب في مفارقتها الحياة فوراً، وتمزيق جسدها». وأضاف: «طارد بعض مرتادي الحديقة الجاني، واستطاعوا معرفة رقم السيارة ونوعها، وتم تبليغ الشرطة، وحضر البحث الجنائي، وتسلّم المرور الحادثة لأنها حالة دهس، وتم نقل جثمان المُتوفاة إلى مجمع الملك سعود الطبي، وإخبار شقيقها بالحادثة». وتابع بصوت باكٍ: «كاد الجاني أن يدهس بقية العائلة أثناء محاولته الهرب». وزاد: «ما قامت به إكرام عمل بطولي بعد أن رمت الطفلين بعيداً عن السيارة. كما أشكر من تمكنوا من اللحاق بالجاني ومعرفة رقم ونوع ولون السيارة المتسببة في الحادثة، لكي يلقى جزاءه»، مشيراً إلى أن الجاني سلّم نفسه إلى مرور حي الملز بعد مرور 10 ساعات على الحادثة. وعبّر الجطيلي عن حزنه الشديد وعائلته على وفاة إكرام التي تعمل لديهم منذ عام ونصف العام: «لم نرَ منها إلا كل خير وطيبة وحسن تعامل»، مستغرباً سرعة تجاوب أمانة الرياض بإصلاح موقع الحادثة خلال 10 ساعات «خصوصاً أنه يوم جمعة».