لو افترضنا أن رئيس اتحاد كرة القدم المقبل جاء عن طريق التزكية أو الاختيار، ولم يأتِ من باب الانتخاب، فهل نحكم على «المشروع ككل» بالفشل؟ لقد اعتدنا على قتل وإجهاض كل الأفكار الجميلة، وكأننا صرنا مرتهنين للأفكار القديمة، ومن الصعب أن نخرج من مرحلة «الأبيض والأسود»! إننا مطالبون بدعم هذا التحول الذي حدث لكرة القدم السعودية، على مستوى إحدى الإدارات العليا في المؤسسة الرياضية وأهمها، وهي اتحاد كرة القدم، ولا شك أن وجود جمعية عمومية هو انجاز كبير، فالفكرة ليست في تشكيل جمعية أو انتخاب اتحاد جديد، بل في تنفيذ مشروع انتخاب الجمعية العمومية. إنها البداية، وكما هو معلوم، فإن كل البدايات تخرج متعثرة وغير مكتملة الولادة، ومنها هذه الانتخابات، التي تشهد اليوم أول الاجتماع التأسيسي للجمعية العمومية، وإذا ما نظرنا للأمور من زاوية السؤال التالي: هل حدث تقدم لدينا؟ فعند ذلك يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا، وأن نتجنب الأحكام المسبقة في المشروع والأشخاص، ونقول بصوت مرتفع: نعم! ذلك أننا لسنا في حاجة إلى العودة إلى نغمة «التأثير والمؤثرين»، ومتى ما تخلصنا من هذه العقليات التي تردد هذه النغمات وغيرها، فمن المؤكد أننا بدأنا نسير في الطريق الصحيح، وبالعودة إلى هذه الأسماء التي تشكلت منها الجمعية العمومية، وبما أن اتحاد كرة القدم سيخرج من بين هذا العدد الذي حدّد ب«63» عضواً، فإن تزكية رئيس الاتحاد هي الأقرب الآن. ولا أقول الأقرب فقط، بل إنني لا أرى أي مؤشر لانتخاب رئيس لاتحاد كرة القدم، وما يعزز رأيي هو قلة خبرة بعض الأعضاء، وعدم ممارسة البعض الآخر للعمل الإداري لكرة القدم، وزد على ذلك أن من تنطبق عليهم معايير رئيس اتحاد كرة القدم المقبل لا يتجاوزون الثلاثة أشخاص فقط، من بينهم رئيس الاتحاد الحالي أحمد عيد، ورئيس رابطة دوري المحترفين محمد النويصر. ولو سئلت أو منحت حق الاختيار، لاخترت الاثنين «رئيساً ونائباً» لفترة أربع سنوات المقبلة، وهذا ما قد يتفق معي فيه الكثيرون ممن ينظرون للأمور بنظرة تغلّب مصلحة كرة القدم السعودية. قبل هذا التحول وبعده أقول: «شكراً نواف، فقد جعلت من الحلم حقيقة، والمقبل أجمل». [email protected]