ما سمعه الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب, من بعض رؤساء الأندية أثناء اجتماعه بهم على هامش توقيع عقد شركتي التخصيص, أرجو ألا يثنيه عن المضي قدما نحو تحقيق الانتخاب الكامل في الجمعية العمومية وفي مجلس اتحاد كرة القدم. لا أفهم لماذا طالب بعض رؤساء الأندية بتعيين رئيس الاتحاد المقبل ونائبه من الآن, وحددوا بالاسم أحمد عيد رئيسا ومحمد النويصر نائبا, وما المخاوف غير المعلنة التي تحاصرهم إذا ما مضينا نحو تكوين جمعية عمومية كاملة بالانتخاب, ينبثق منها المجلس الذي يقترع سريا لاختيار رئيسه وفق الاشتراطات الموجودة في النظام الأساسي. سألت رئيسا من الرؤساء الذين حملوا وجهة النظر هذه في الاجتماع فقال: نريد التعيين, لأننا نخشى رئيسا أو مجلسا يتعلم فينا. كلام جميل, لكنه ليس كل الحقيقة, لأن الشروط اللازمة في الرئيس القادم تمنع وصول عضو حديث التجربة إلى المقعد الأول, فما الذي أراده الرؤساء باقتراحهم؟ إما أنهم أرادوا المجاملة أمام الأمير نواف, بإبقاء عرش الاتحاد السعودي ضمن مجموعته المقربة, واستمرار فرض سيطرته عليه حتى لو لم يكن الرئيس, أو أنهم فعلا يخشون الانتخاب, لأسباب كثيرة أولها أنه يساوي بين كل الأندية صوتا بصوت ورأسا برأس, ما يقلل من سطوة الأندية القوية, وفي كل مكان من يخشى التغيير هو المستفيد من بقاء الحال كما هو. منذ أن عيّن الأمير نواف رئيسا عاما للرياضة والشباب في البلاد, وأنا آمل في الرجل خيرا, وأزعم أنه قادر على السير بالرياضة في بلادنا كما يريد الشباب والشيوخ عمرا وقدرا, ولا تنتهي مزاعمي عند هذا الحد, بل أرى أنه ورث ورثة ثقيلة خلفتها تراكمات من السنوات التي غيب فيها القانون وحيّد النظام وساد قانون رئيس القبيلة ما أوجد فراغات سمحت للأخطاء بالبقاء سنوات طويلة حتى تحولت عرفا يضاهي النظام نفسه. أزعم أيضا - والزعم قول أقرب للخطأ من الصواب - أن التغيير يحتاج إلى جرأة لا يعدمها ابن فيصل, ويحتاج إلى إيمان بأهميته, وهو ما أفهمه من استقالته الشجاعة من الاتحاد, ويحتاج إلى فريق ينصهر جماعيا, وتذوب فيه الأنا أمام الهدف الكبير. ولأنني أحسب هذا الشاب المؤتمن على رياضتنا وكل مناشط الشباب, والله حسيبه رجل المرحلة, فإني أسأله سؤال اللحوح المحب أن يذهب إلى آخر نقطة في انتخاب الجمعية العمومية المنتظرة وفي مجلس اتحاد القدم, وفي الجمعيات العمومية الخاصة بالأندية, وليكن النظام هو الفيصل في كل شيء. أرجو ألا يتراجع الأمير الشاب المتحمس, عن غاياته التي رسمها بالاستقالة غير المسبوقة, وأرجو ألا ينجح أحد – كائنا من كان – في ثنيه عن المرور بالرياضة السعودية عبر المنعطف الصعب, من الهواية والتطوع الإداري إلى الاحتراف, والانتخاب, والقانون, والجمعيات العمومية, إلى آفاق أرحب يا أمير الشباب .. آفاق نستشرف فيها مواقع جديدة لنا بين الأمم في محافل الرياضة. أرجوك يا نواف, لا تخذلني, ولا تخذل كل من علّق عليك آمالا, واستشف خيرا من قراراتك الأخيرة, إن شئت تقدم بركبك إلى الأمام وسيسجلها التاريخ باسمك كما فعل ودون اسم والدك من قبل بمداد ذهب, وإن شئت لا تفعل, وسيمر التاريخ جوارك دون أن يلتفت, فأنت أمام المنعطف الكبير, ولا تستمع لمن يفقدهم التغيير بعض مكتسباتهم الوقتية الشخصية, أرجوك لا تخذلنا.