واصلت قوات خاصة قادمة من بغداد البحث في احياء تكريت ومحيطها عن اكثر عن 116 معتقلاً، بينهم عشرات من المحكومين بالاعدام فروا من سجن تكريت. وقال نائب رئيس مجلس محافظة صلاح الدين سبهان جياد في تصريح الى «الحياة» ان «قوة امنية يرأسها اللواء غانم القريشي، نفذت عملية اقتحام واسعة لسجن تكريت المركزي الذي عمته الفوضى والشغب امس عقب فرار اكثر من 116 محكوماً بالإعدام او المؤبد غالبيتهم من كبار قادة تنظيم القاعدة». وكان عضو لجنة الأمن والدفاع النائب حاكم الزاملي، أعلن في تصريحات صحافية ان «116 سجيناً تمكنوا من الفرار من سجن تكريت بعدما اقتحمه مسلحون»، مؤكداً أن «السجناء أحرقوا ملفات السجن قبل هروبهم». ولفت أنه «وجد داخل السجن أسلحة كاتمة للصوت، وسيوف وحراب، وأسلحة حادة مختلفة». وتابع ان «القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي اوعز بعزل قائد العمليات في شرطة المحافظة وعين بدلاً منه اللواء غانم القريشي (قائد شرطة ديالى السابق) على خلفية الخروق الامنية التي تسببت بهرب عدد كبير من المعتقلين المحكومين بالاعدام، علماً ان القوات الامنية القادمة من بغداد دخلت في اشتباكات مسلحين فرضوا سيطرتهم على السجن وسهلوا فرار النزلاء، وأسفرت الإشتباكات عن مقتل 6 ضباط و15 شرطياً فضلاً عن مقتل اكثر من 20 مسلحاً». وتابع ان «قوات الامن فرضت حظراً شاملاً للتجول وطوقت بعض احياء المحافظة بحثاً عن الفارين وقد نجحت في القاء القبض على 41 منهم فيما قتلت 6 آخرين». وأشار الى ان «غالبية الذين أعيد اعتقالهم كانوا في حي القادسية القريب من مبنى السجن، وقرب الطريق الدولي الذي يمر في المحافظة». يذكر ان سجن تكريت المركزي شهد اكثر من محاولة فرار جماعي وحدثت فيه أعمال شغب واضطرابات أحرق خلالها عدد من الموقوفين بعض أقسام السجن احتجاجاً على سوء معاملتهم، ما أسفر عن إصابة 15 شخصاً بينهم ضابط كبير. الى ذلك، اكد مصدر في ادارة السجن في تصريحات الى «الحياة» ان «بعض المسؤولين يتحملون المسؤولية الكاملة عن عملية الهروب، لأنهم لم يأخذوا بملاحظاتنا، وقد عثرنا على اجهزة موبايل واسلحة خفيفة فضلاً عن فؤوس للحفر لكن الإدارة لم تستجب لتلك الملاحظات ومنعتنا من الاتصال بالجهات المختصة بملف المعتقلين». وتابع ان «هروب النزلاء كان متوقعاً، إذ يسمح لذويهم بإدخال الطعام والأغراض الشخصية من دون اي تفتيش». وزاد ان «غالبية الفارين من كبار قادة القاعدة او بالاحرى يعتبرون العقل المدبر للتنظيم وفي إحدى القاعات اكثر من 20 قيادي تنظيم بعضهم محكوم بالاعدام منذ عام 2008». ولفت الى ان «عملية الهرب تمت عشية ذهاب قائد شرطة المحافظة الى وزارة الداخلية لمفاتحتها بنقل النزلاء الى سجون بغداد الأكثر تحصيناً». وأضاف: «قبل اقل من عشرين يوماً تمكنت قوات الشرطة، بالتنسيق مع حراس السجن، من احباط محاولة فرار جماعي عبر حفر نفق سري يصل الى الشارع الرئيسي خارج السجن». وزاد: «هناك اهمال متعمد من المؤسسات المعنية بشؤون المعتقلين لا سيما انها تؤجل تنفيذ احكاماً من دون عذر». وشهدت السجون المنتشرة في مختلف المحافظات خلال الشهور الماضية فرار السجناء، وأعلنت وزارة العدل في 5 آب (اغسطس) الماضي، إحباط محاولة هروب من سجن بغداد المركزي، فيما اقتحم مسلحون مجهولون مديرية مكافحة الإرهاب وسط بغداد في 31 تموز (يوليو). وكان تنظيم «القاعدة» اعلن منذ شهور عملية اطلق عليها اسم «هدم الاسوار» هدفها تحرير المعتقلين.