استضافت القاهرة ورشة عمل عن أمن المعلومات، تولّتها شركة «البيانات الدولية لتكنولوجيا المعلومات» (آي دي سي- IDC). وشاركت في الورشة شركات متخصّصة في الأمن المعلوماتي والاتصالات المتطورة. وبحثت الورشة في سُبُل جديدة للتوصّل إلى نسبة أمان عالية لمستخدمي التكنولوجيا والشبكات العنكبوتية، في مواجهة التطوّر المتزايد للقراصنة. وعرضت شركة «آر آي أم» RIM الصانعة لهواتف «بلاك بيري» في الورشة، تقنيات حديثة لحماية أمن معلومات الأفراد والشركات عبر تقنية سُميّت «بلاك بيري بالنس». ويعمل «بالنس» عبر فصل الاستخدامات الشخصية عن أجهزة الشركات الكبرى، ويسمح للشركات بإعطاء أجهزة للعاملين فيها، تتيح لهم التعامل الشخصي بتطبيقات منفصلة على الجهاز نفسه. ولا تختصر المشاكل الأمنية في عمليات التشفير»، بحسب رأي نادر حنين، مستشار الأمان الإلكتروني في «بلاك بيري». وأشار حنين إلى الأخطاء التي يقع فيها المستخدمون، وتمنح فرصة لثغرات قراصنة الشبكات المعلوماتية، معتبراً أن الإنسان أصبح وسيلة لنقل المعلومات والهجوم عليها، عبر السماح بوجود فيروسات من طريق الخطأ. ولفت حنين أيضاً إلى تقنية الحماية ل «بلاك بيري» التي تعطي فرصة للمستخدمين لتتبع أجهزتهم في حال ضياعها عبر تقنية «نظام المواقع العالمي» (جي بي أس-GPS) وتشفير الجهاز باستخدام كلمة السر. معلومات «تحت الأرض» «لا يوجد أمان بنسبة 100 في المئة ما دام قراصنة الكومبيوتر منخرطين في سباق لا نهاية له»، بحسب المهندس وسام ماهر، مدير أمن المعلومات في الجامعة الأميركية في القاهرة. وأوضح ماهر أن التطوّر المستمر لأدوات القراصنة يتيح تبادل المعلومات والخبرات بين القراصنة في «عالم تحت أرضي» underground community، يقتصر عليهم. وفي هذا العالم، يتشارك القراصنة معلومات حسّاسة عن نجاحاتهم في اختراق المواقع ونُظُم المعلوماتية، ما يتيح لهم تطويراً مستمراً لأدواتهم ووسائلهم. وقدم ماهر مجموعة إجراءات احتياطية تساعد على التوصّل إلى نسب أمان عالية. وتشمل الإجراءات استخدام كلمات سر مختلفة في الحسابات الشخصية للأشخاص في البريد الإلكتروني، والتأكّد من الروابط التي ترسل بريدياً إلى مواقع التواصل الاجتماعي، قبل دخولها، لأنها تعد لغماً خفياً يمكن من خلالها السطو على حساب البريد الشخصي. واعتبر أن الإنسان «أكبر خطر أمني، وهو أضعف حلقات الحماية، مع أخطائه المتكررة في حماية معلوماته». وطالب بإطلاع الأفراد على اشتراطات الأمان للتعامل مع الشبكة العنكبوتية، وهي موجودة على الإنترنت بلغات مختلفة. وأشار ماهر إلى بعض الطرق التي تنتهجها شركات المعلومات الكبرى لتأمين نُظُمها المعلوماتية، كالإعلان عن مكافأة لمن يتمكن من اختراق أنظمتها، وهي وسيلة لاختبار نُظُم الحماية الرقمية واكتشاف الثغرات فيها. ووفقاً ل «مكتب الإحصاء الأميركي» في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، يتعرض 35 في المئة من مستخدمي الإنترنت العرب لهجمات تخترق نُظُم معلوماتهم الشخصية. وتنال الإمارات العربية المتحدة النصيب الأكبر (69 في المئة) من هجمات قراصنة الكومبيوتر، مع الإشارة إلى أنها الدولة الأكثر كثافة عربياً في استعمال الكومبيوتر والأجهزة الذكيّة.