يودع مستخدمو (البلاك بيري - Black Berry) هذه الخدمة اعتبارا من اليوم الجمعة السادس من أغسطس الجاري، وبذلك سيكون ذلك الجهاز الكفي الذكي شيئا من الماضي، فقد أعلنت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية في وقت سابق أنها طلبت من مقدمي خدمة الاتصالات المتنقلة في المملكة، اعتماد الإيقاف الفوري لخدمة " بلاك بيري" لقطاع الأعمال والأفراد في المملكة ابتداءً من اليوم، نظراً لتعذر استيفاء الشركة المصنعة لأجهزة “بلاك بيري” للمتطلبات التنظيمية للهيئة. ولعل عددا كبيرا من الناس لم يكن يعرف لا القليل ولا الكثير من حكاية البلاك بيري هذا.. حتى جاء قرار تعليق خدماته فصار البعض يتلفت في خجل - يمنا وشمالا - حول نفسه، متسائلا في براءة : ماهو البلاك بيري أصلا؟.. وأنا في الواقع واحد من هؤلاء، الذين ربما لا يعرفون حتى شكل هذا الجهاز، وتطبيقاته، واستخداماته الايجابية والسلبية، حتى اذا ما بحثنا في دفاتر الشيخ جوجل، وجدنا انه بالأصل مخصص لرجال الأعمال، ولكن الشباب من الجنسين (دخلوا على الخط) وصار هذا الجهاز الظريف بين أيديهم، يتسلون به في اغلب استخداماته، بما يكرس أننا أمة عريقة في الاستهلاك وعشق التسلية حتى بالتقنية، التي لا نصنعها ونصدرها، بل نستوردها ونتسلى بها. يؤكد السيد يوسف العتيبة سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى واشنطن، أن عدد مستخدمي بلاك بيري في الإمارات يصل إلى نحو 500 ألف مستخدم، ويدخلون نحو 3 مليارات درهم من خدمة بلاك بيري فقط، ويسيطر بلاك بيري على 20% من سوق الهواتف الذكية.. أما عدد مستخدمي البلاك بيري في السعودية فانه نحو 750 ألف مشترك، ومعدل الاشتراك الشهري هو مئة ريال للمشترك، وبنسبة عوائد 2،5% بقيمة 900 مليون ريال من إجمالي عوائد شركات الاتصالات السعودية. أما في مصر فهناك نحو 250 ألف مستخدم. وأظن أن تعليق خدمة " بلاك بيري" جاءت في وقتها تماما، خاصة وان مهمته قد خرجت عن إطارها الصحيح كما قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الثقافة والإعلام عبد الرحمن الهزاع، وأنها " في أساسها كانت تستهدف رجال الأعمال وذوي المسؤوليات الكبيرة، حيث توفر لهم خدمات التواصل مع شركاتهم، وتسهل تزويدهم بالأخبار والتعاميم أولاً بأول، لكن البلاك بيري أصبح وسيلة لتبادل محادثات لا طائل وراءها، ونشر صور ورموز منافية للآداب، وتداول الإشاعات، فهذا أمر لا يرضاه عقل ولا نقبل به لمجتمعاتنا". الخطورة كما يقول الخبراء أن الرسائل التي ترسل عبر هواتف "بلاك بيري" تمر عبر خوادم الكمبيوترات الموجودة في دول غربية وهو ما قد يتيح إمكانية التجسس عليها والحصول على معلومات تخترق الأمن والخصوصية. كما أن بعض الدول تتهم هواتف البلاك بيري بالتجسس على مصالحها الحيوية وتهديد أمنها القومي، ومحاولات اختراق أنظمة معلوماتها وأنها تعد حلقة وصل سرية بين الإرهابيين لتنفيذ أعمال إرهابية وتخريبية. وطبقا لتقارير خليجية فقد رأى فريق من الشباب أن هناك سلبيات كبيرة لاستخدام البلاك بيري منها: إساءة استخدامه بصورة منافية للشريعة والأخلاق، كما يسهم في ضياع الأوقات نتيجة الاستخدام المفرط، فضلاً عن أنه مكلف اقتصادياً نتيجة للرسوم العالية إضافة إلى صيانته المستمرة وسعره المرتفع، ويؤدي إلى إهمال صلة الأرحام نتيجة الاكتفاء بالتواصل الالكتروني. وقالوا انه يؤدي إلى الانعزال التام عن الأسرة والمجتمع المحيط والتأثر بالأصدقاء السيئة أخلاقهم، والتعرّض لأعراض الناس والتحرّش بالآخرين ويسهم في شيوع ظاهرة المعاكسات والابتزاز بين المستخدمين ونشر المواقع الإباحية والصور الخليعة، وإهمال الفروض والعبادات، وإصدار الإشاعات المغرضة والتعرّض لخصوصيات الآخرين، كما يؤدي إلى تدمير البيوت وزرع الشك بين الأزواج وأفراد الأسرة فيما بينهم، ويؤدي إلى أمراض نفسية نتيجة العزلة الدائمة والحسية نتيجة طول فترة الاستخدام منها ضعف النظر وغيرها.