أبدى نائب وزير التربية والتعليم لشؤون تعليم البنين الدكتور حمد آل الشيخ، امتعاضه، من تداول صور لطلاب يدرسون في مبنى مدرسي «بدائي»، يفتقد إلى «أبسط اشتراطات الصحة والسلامة». وتقع المدرسة التي تم تداول صورها عبر مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية، في حي «العشيش» في مدينة حفر الباطن، التي دشن فيها آل الشيخ خلال اليومين الماضيين، 79 مشروعاً تعليمياً، تربو كلفتها على 475 مليون ريال. وانتقد آل الشيخ، بعض الإعلاميين، «الذين يدققون في الجانب السلبي، وينظرون إلى النصف الفارغ من الكوب»، مؤكداً أن «النقد مطلوب في أي مجتمع، وفي أي مؤسسة. لكن يجب أن يكون متوازناً دائماً، فيتم تغطية الجوانب الإيجابية والسلبية، عندما يكون لدينا 95 في المئة من المدارس ممتازة، ويتم التركيز على خمسة في المئة، على غرار مدرسة حي «العشيش» في حفر الباطن». وذكر نائب وزير التربية والتعليم، خلال لقائه بالإعلاميين، مساء أول من أمس، أن هذه المدرسة «مبنية من مواد متطابقة مع بقية المباني في الحي. وتم وضع ما يمكن وضعه من بيئة مدرسية، بحيث تتوفر خدمة التعليم لهؤلاء الأطفال، بصرف النظر عن وضعهم القانوني (كونهم بدون جنسية)، أو رحيلهم إلى مكان آخر»، مضيفاً أن «بيئة هذه المدرسة فيها مجال كبير جداً للتحسين، وستبذل الوزارة جهوداً لتحقق بيئة مدرسية مناسبة فيها، في ظل الظروف التي لا تسمح ببناء دائم في الحي». وقلل من أهمية وضع مبنى المدرسة، بالقول: «إن 55 في المئة من البيئة التعليمية تتمثل في المعلم، فغرف في مساجد خرجت علماء، وهي مبنية من الطين، وسقفها من جريد النخل. وهذا لا يمنع أن نبحث عن الأنسب في مبانينا. لكن أيضاً عندما وجدت الأرض، والترخيص، استطاعت وزارة التربية والتعليم، إنشاء مبانٍ على غرار ما افتتح في هذه الزيارة. لكن في مكان ثان لم تستطع البناء فيه». وأكد أن حفر الباطن «ستتخلص نهائياً من المباني المستأجرة العام المقبل، إن استطاعت حل مشكلة الأراضي، وهي بسيطة هنا، بخلاف مناطق أخرى». وقال: «إن كل مدن المملكة ومحافظاتها، تشهد تدنياً في نسبة المباني المستأجرة»، مضيفاً «استطعنا تقليصها إلى نحو 40 في المئة. واستبدلناها بمبانٍ جيدة، على أمل ألا يكون هناك مبنى مستأجر واحد في أي مدينة»، مقراً بأن «ما يؤخر هذا الطموح؛ افتتاح مشاريع أخرى، وبخاصة رياض الأطفال، التي لم تكن في الحسبان، إضافة إلى إلحاح بعض المواطنين على افتتاح مدارس في أماكن سكناهم، مع عدم وجود العدد الكافي من الطلاب لافتتاح المدرسة». وأجاب آل الشيخ على سؤال حول احتمال تحويل إدارة التربية والتعليم في حفر الباطن، إلى «إدارة عامة»، بعد أن فاق عدد المدارس فيها 600 مدرسة، إثر انضمام مدارس الأبناء إلى وزارة التربية والتعليم، بعد أن كانت تابعة لوزارة الدفاع، قال: «نطمح لدمج عدد من إدارات التعليم في إدارة واحدة، لتقليل عددها. وهناك مشروع لإعادة هيكلة الإدارات»، مضيفاً «سندرس وضع إدارة التربية والتعليم في حفر الباطن، وإن وافقت الضوابط والمعايير؛ فسنتخذ ما يلزم من قرار. لكن إذا استلزم وجود مكتب إشراف في مدينة الملك خالد العسكرية، بحكم البعد والعدد، فسيتم النظر في هذه المعايير، فنحن نبحث عما يطور ويجود العملية التعليمية في كل مدارسنا»، مردفاً «إن كان لدى معلمي مدارس الأبناء مشاكل؛ فأنا متأكد أنه ستوضع لها حلول خاصة، بما يكفل لهم العمل في بيئة إدارية مناسبة». وعن افتتاح حضانات في المدارس، لوجود معاناة لدى المعلمات الأمهات، قال: «إن هذا يفيدنا فيه قسم تعليم البنات. لكن ما أعرفه أن هناك تنظيماً لها، إذ سيتم تعيين سعوديات مقيمات في هذه الحضانات. فيما تزاول المعلمة عملها، وهي تعتمد على الحاجة لها. وفي حفر الباطن هناك أكثر من حضانة ستفتتح قريباً، بحسب ما نقل مدير التربية».