دعت 76 في المئة من المشاركات في معرض «شوكولاتة وأكثر»، الذي اختتم فعالياته الأسبوع الماضي، في مدينة الخبر، إلى دعم توجه المرأة السعودية إلى العمل الحر، باعتباره «أحد روافد ثقافة العمل المجتمعي»، وذلك من خلال «تقديم الاستشارات، والحفاظ على استمرارية المشروع»، لافتات إلى أن المرأة «أثبتت كفاءتها في العمل التجاري». وتضمن المعرض 18 ركناً، تعرض إنتاج فتيات من أصناف الشوكولاتة. ويعاني سوق الحلويات السعودي من ندرة الأيدي العاملة المحلية، على رغم أنه من أكبر الأسواق في منطقة الشرق الأوسط، إذ يصل حجمه إلى 500 مليون ريال سنوياً. وأطلق المعرض أيضاً، ركناً بعنوان «مشاريع واعدة»، لتقديم المشورة «المجانية» للمشاريع الجديدة، وانطلاقها، بهدف تكوين شبكة تواصل وعلاقات تجارية متميزة، بين صاحبات المشاريع والمؤسسات المجتمعية. واستقطب المعرض أكثر من 60 سيدة أعمال، ونحو ألفي زائرة من مختلف مناطق المملكة، منهن 500 سيدة في اليوم الأول للمعرض، اللائي طالبن بزيادة عدد المعارض المتخصصة في المشاريع الناشئة، ودعمها والتعريف بها، مقترحات «إقامة معارض بصورة مستمرة». وأكدت صاحبة مؤسسة «الانطلاق عالياً» لمياء العجاجي، التي أشرفت على تنظيم المعرض، أن «الزائرات أكدن أهمية متابعة المشاريع التجارية النسائية، وإقامة المعارض بصورة مستمرة، للكشف عن مواطن القوة والضعف، وتعريف صاحبات المشاريع بالمستجدات في العمل التجاري، من خلال أساليب التسويق والتدريب والتحفيز على زيادة خطوط الإنتاج، والتعرف على آليات التعامل مع الزبائن والسوق في شكل عام». ولفتت إلى أن المعرض «استقطب سيدات المجتمع، والفتيات الجامعيات أيضاً، لأن لكل منهن طموحاً في دخول السوق، والحصول على مفتاح الأمان. وهذا لا يمكن أن يتم إلا من خلال الوعي الكامل». وخصص المعرض ركناً لتقديم الاستشارات المجانية، وتقديم كل ما يمكن أن يضمن نجاح العمل وعدم فشله أو عشوائيته. وقالت العجاجي: «تبين أن نسبة فشل المشاريع الصغيرة في بدايتها لا تقل عن نسبة نجاحها، حتى لو توافرت دراسة جدوى وعوامل مهمة تغذي المشروع من روافده كافة. إلا أن غياب آلية الدخول إلى السوق، وتحقيق مفهوم القدرة التنافسية مع المستثمرين، بدرجاتهم كافة، سواءً المبتدئين، وحتى كبار المستثمرين، بطريقة تحقق الأهداف، أحد أسباب الفشل»، مردفة «تمكنت المشاركات من خلال المعرض، من التعرف على آلية التعامل مع الزبائن، وفتح بوابة علاقات تتطور، لتصبح شبكة علاقات تجارية، تتمكن المستفيدة من الحصول على ميزات لمشروعها». وأكدت مشاركات في المعرض، أن هناك حاجة «كبيرة» من جانب شبان وفتيات الأعمال، إلى المعارض المتخصصة، التي «تبرز المهارات والقدرات الإبداعية، وتسلط عليهم الضوء، ليتعرف عليهم المجتمع. وخصوصاً الفتاة، التي تواجه صعوبات في مجال عملها. ولكنها استطاعت أن تبرز نفسها وتحقق ذاتها». وذكرت صاحبة مشروع للحلويات نور العفالق، أن مشاركتها في المعرض تنطلق من إيمانها في العمل الحر، «بعيداً عن البحث عن العمل الوظيفي، فخلال أعوام الدراسة الجامعية يتمكن الطالب أو الطالبة، من الحصول على شهادته، معتقداً أنه سيجد وظيفة مناسبة، إلا أن تدريبه على كيفية الحصول على عمل تجاري خاص، ذي طابع متميز، يوفر له بيئة آمنة، بعيداً عن عناء البحث الوظيفي»، مضيفة أن «التدريب مسألة لا يستهان بها، فأنا بقيت أعواماً طويلة تحت التدريب على أيدي أمهر المدربين في صناعة الحلويات. وكنت أعمل حلويات للأقارب في المنزل، إلى أن تمكنت من خلال المعارض، من الوصول إلى شريحة واسعة من الزبائن». بدورها، أبانت هناء إبراهيم، وهي إحدى الزائرات المتخصصات في مجال المشاريع الصغيرة، أن المعرض حقق أهداف العمل التجاري، ودعم المشاريع النسائية، في ظل تعطش الفتيات إلى التسويق الصحيح، وتبادل المعرفة والخبرة، مضيفة «وجدنا داخل أروقة المعرض صورة حقيقية لدعم عمل المرأة الحر، والضوابط اللازمة لذلك، بعيداً عن التخبط والفوضى، إذ تتمكن من تبحث عن فرصة عمل، أو تمتلك مشروعاً ناشئاً من الحصول على أسرار ومفاتيح العمل التجاري، بصورة تتناسب تماماً مع الفرص المتاحة للمرأة». واعتبرت سيدات أعمال ومدربات مشاريع صغيرة، المعرض «فرصة لدعم عمل المرأة في القطاع الصناعي، خصوصاً أن المشاريع الصناعية لا زالت تعمل من المنزل، وتتطلب توسعة، من خلال الدعم والتحفيز». كما اعتبرن أن البيئة «مُهيأة حالياً، للخروج إلى القطاع الصناعي، خصوصاً مع توافر مدينة صناعية نسائية، ستكون قادرة على استيعاب المشاريع النسائية خلال ثلاثة أعوام»، لافتات إلى أن المعارض «فرصة لإبراز قوة المشروع، وتحويله من صغير إلى متوسط». وقالت سيدة الأعمال فاديا المحيني: «أحاول أن أوفر كل ما يلزم المرأة السعودية من منتجات من الخارج وأضعها بين يديها، من أوان وفضيات». وأضافت «شاركت في معارض كثيرة. وأقمت معارض خاصة بي. وأجد في المعارض أهمية لناحية التعامل مع الزبون بأشياء هو يراها، واكتسب منه الخبرة في التسويق». وحول الاقتصاد، أردفت «أرى أن المرأة ارتقت لدرجة كبيرة، فهي معطاءة في أشياء تختص المرأة، بتفاصيلها الصغيرة. وأرى أن من يحب العمل الذي يختاره؛ يجعله ذلك يُبدع فيه، ويرتقي به»، مؤكدة ضرورة المشاركة في المعارض «وخصوصاً للمشاريع الصغيرة، لأنها متطورة دائماً، وهي فرصة لاكتساب الخبرة».