دخل مثقفون ومفكرون سودانيون يمثّلون تيارات من الحكم والمعارضة ومستقلين على خط التشديد على حل شامل للأزمة في السودان بوفاق وطني عبر الحوار والتراضي وتقديم تنازلات، ووجهوا «نداء إلى أهل السودان» هو الأول من نوعه بعد «لقاء تفاكري حول الأزمة الوطنية في السودان» ناقش مختلف القضايا السودانية. ودعا البيان «الجميع إلى التوافق على حل شامل» للأزمة السودانية من خلال «مؤتمر مائدة مستديرة». وشدد 50 مثقفاً ومفكراً سودانياً في اختتام «اللقاء التفاكري» الذي رعاه «المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات» (مقره الدوحة)، على ضرورة أن «تفضي المائدة المستديرة إلى مخاطبة أسس بناء دولة المواطنة، ومبادئ السلام الشامل، وموجّهات التحوّل الديموقراطي الحقيقي، وعناصر الأزمة الاقتصادية الراهنة، ومكافحة الفقر، والتصدي للقضايا المجتمعية الأخرى والعلاقة مع دولة الجنوب». وشددوا أيضاً على ضرورة «بناء دولة المواطنة» من خلال «إعادة هيكلة الدولة بحيث تأخذ المناطق المتظلمة حقها كاملاً على كل الأصعدة، واحترام التنوع الثقافي، وتقنينه، وإحسان إدارته». وفي شأن «تحقيق السلام»، دعا البيان إلى «الإيقاف الفوري لإطلاق النار في دارفور، وجنوب كردفان، والنيل الأزرق، ومعالجة تبعات الحرب الدائرة من إغاثة للمتضررين، وإعادة توطين النازحين واللاجئين، وإعادة البناء والتعمير لكل المناطق المتأثرة بالحرب». كما دعوا إلى «إقرار مبدأ العدالة والمساءلة لتصفية تركة الماضي من مظالم وجرائم تاريخية في الدولة السودانية منذ الاستقلال، خلال فترة انتقالية محددة». وحول «التحوّل الديموقراطي» جاء في البيان: «تأكيد مبدأ ديموقراطية الدولة السودانية، ومدنيتها، وفيديراليتها، وتأكيد سيادة حكم القانون، والفصل بين الحزب الحاكم والدولة، وبين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وتأكيد التداول السلمي للسلطة وفق المعايير الدولية المستقرة، وكفالة الحريات العامة والحقوق الأساسية، وضمان قومية الخدمة المدنية، والقوات النظامية، ومؤسسات الدولة كافة، وقيام الحكم على عقد اجتماعي يضمن حقوق الكافة، وعدم تغوّل أي مجموعة على حقوق المجموعات الأخرى، وتأكيد ديموقراطية المنظمات الحزبية والمجتمعية». وأكد المثقفون أنه «كي يتم الوصول إلى «مؤتمر المائدة المستديرة» ندعو إلى توافق الجميع على لجنة تسيير تجري اتصالاتها بجميع الأطراف، للاتفاق على حضور اللقاء الجامع، وأجندته، وسكريتاريته، وزمانه، ومكانه».