أفرج أمس عن اللبناني عوض إبراهيم الذي كان خطف في أيار (مايو) الماضي مع 10 آخرين في سورية بينما كانوا عائدين من زيارة دينية في إيران، وتسلمته المخابرات التركية في الأراضي السورية من قائد المجموعة الخاطفة أبو إبراهيم في الثانية بعد الظهر، وعبر بسيارة تركية معبر باب السلامة- كيليس الحدودي بين سورية وتركيا، وسط إجراءات أمنية مشددة تمهيداً لنقله إلى داخل تركيا ومنها إلى لبنان. واعلن وزير الداخلية اللبناني مروان شربل لمحطة «الجديد» ان «ضابطين والمفرج عنه سيعودون الى لبنان اليوم على متن رحلة سياحية وليس طائرة خاصة». وهنأ رئيس الجمهورية ميشال سليمان المفرج عنه، وأمل في بيان صادر عن المكتب الاعلامي في قصر بعبدا ان «يتم اطلاق رفاقه الاخرين في اقرب وقت ممكن وان يتوقف هذا الاسلوب نهائياً». وقال ان الدولة «ستواصل اتصالاتها ومساعيها للافراج عن المخطوفين في سورية، والاجهزة المعنية ستواصل حملتها لتحرير المخطوفين في الداخل اللبناني». وكان إبراهيم تحدث مع محطة «أل بي سي» عبر الهاتف، وقال إن الخاطفين حملوه رسالة تفيد بأنهم يطلبون اعتذاراً من الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله إلى الشعب السوري، و»عندها لا مشكلة لدى أبو إبراهيم في أي شيء». وأعلن انه كان شعر في الليلة التي سبقت تحريره بوعكة صحية بسيطة وقال له الخاطفون انهم سيأخذونه إلى الطبيب، وإذ به يفاجأ بخبر إطلاقه، بعدما أمضى ليلته مع أبو إبراهيم على الحدود التركية- السورية. وأكد أن المخطوفين الآخرين (أطلق أحدهم وهو حسين علي عمر قبل نحو شهر) بصحة جيدة، «والأدوية مؤمنة لنا ولم يقصروا معنا». ونفى عوض علمه بنية الخاطفين إطلاق آخرين، ووجه الشكر إلى رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان والرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري والنائب عقاب صقر وهيئة علماء المسلمين «الذين لم يتركونا وكانوا يلاحقون قضيتنا طول الوقت». ونفى دخول جهات أخرى على خط الوساطة مع الخاطفين. كما أجرت محطة «الجزيرة» مقابلة مع عوض بدا فيها مرتاحاً وتحدث عن القصف الذي يتعرض له المدنيون في سورية، إذ «كنا نرى الطائرات تقصف المدنيين بطريقة عشوائية»، متمنياً سقوط النظام «اليوم قبل الغد». وقال انه من بين اللبنانيين الذين لجأوا خلال حرب تموز (يوليو) 2006 إلى سورية «حيث استقبلنا الشعب السوري واهتم بنا المدنيون الذين فتحوا لنا بيوتهم ولم نر النظام السوري ولا الجيش». ورأى أن «لا مشكلة في اعتذار السيد حسن من الشعب السوري، فهم إخوتنا وأهلنا». كما تحدث أبو إبراهيم إلى محطة «الجديد» التي نقلت عنه قوله إن الإفراج عن عوض إبراهيم جاء نتيجة مفاوضات منذ اكثر من شهرين بين اللجنة القضائية التي تولت التفاوض باسم الجهة الخاطفة، وبين هيئة علماء المسلمين، والجانب التركي أي رئيس الحكومة التركية عبر مستشاره الخاص، أدت إلى اتفاق على تسليم اثنين من المخطوفين و»بذلك وفيت بوعدي، أما بالنسبة إلى المخطوفين الباقين، فموضوعهم لا مجال للنقاش فيه، والدور التركي انتهى في هذا المجال». وأضاف أن التواصل مع الجانب اللبناني اقتصر على اتصال واحد تلقاه من الحريري، وأبدى استعداده للقائه، و3 اتصالات من النائب صقر ولم تكن النتيجة مثمرة. وأكد أبو إبراهيم أن التفاوض حول إطلاق اللبنانيين التسعة الباقين توقف في المرحلة الراهنة «ولن يكون تواصل مع الجانب التركي في شأنهم، فالباقون لهم وضع خاص، ولا مفاوضات حولهم». عائلات المخطوفين وفي بيروت، عم الفرح منزل عائلة عوض، وشكرت زوجته سهام، أبو إبراهيم، متمنية أن «يفرج عن الجميع لتعم الفرحة كل البيوت»، وأكدت أنها لم تتبلغ من السلطات اللبنانية الرسمية إطلاق زوجها، إنما عرفت ذلك عبر الإعلام. في المقابل، رفضت المسؤولة عن حملة «بدر الكبرى» حياة عوالي، مطلب أبو إبراهيم اعتذار نصرالله من الشعب السوري، وقالت: «السيد حسن لن يعتذر، ونحن لا نقبل أن يعتذر، وليفعلوا ما يشاؤون»، وأكدت أنها لا تزال تأمل بإطلاق باقي المخطوفين، وأضافت: «قبل فترة قالوا إنهم تجاوزوا مرحلة الاعتذار، الشبان المخطوفون لا علاقة لهم بالسيد حسن، وأنا كمتحدثة باسم الأهالي أقول إن السيد حسن لا علاقة له بالموضوع ولن يقنعونا بثورتهم بهذه الطريقة، وإذا كان قدر الشباب أن يعودوا فسيعودون، وإذا لم يعودوا فذاك أمر الله، لكننا لن نتنازل لهم»، منتقدة الخاطفين بالقول: «كل ما يملكونه حتى الآن هو ضيعة، فإذا ملكوا سورية ماذا نفعل؟». وأملت زوجة المخطوف علي أرزوني من الخاطفين بأن «يحكّموا ضميرهم»، وقالت: «أتمنى على أبو إبراهيم وهو المظلوم هناك، أن لا يظلم الآخرين».