عادت قضية المحتجزين اللبنانيين ال11 في سورية منذ شهر أيار (مايو) الماضي إلى الواجهة أمس بعد أن أجرت مجلة «نيويوركر» الأميركية مقابلة مع ثلاثة منهم ومع أحد محتجزيهم ويدعى «أبو ابراهيم»، في منطقة إعزاز القريبة من حلب، وفق المجلة. ونفى هؤلاء انتماءهم الى «حزب الله». وما لبثت قنوات تلفزيونية عدة أن أجرت مقابلات مع بعضهم ومع «ابو ابراهيم» أيضاً. وقال علي حسين عباس أحد المحتجزين في اتصال هاتفي مع قناة «ال بي سي»: «كلنا بخير وعافية وبصحة جيدة وموجودون في منطقة نائية محررة من كل ما ترونه من قصف وغيره. نحن في مدينة إعزاز في حلب». وعن الأسباب التي تغيرت حتى صار بالامكان مخاطبة المخطوفين، قال: «لا نعرف ما الذي تغير، نحن 11 لبنانياً، ومعنا مسنون وأرباب عائلات. نحمل هوية لبنانية، نحن خارج لبنان منذ نحو ثلاثة أشهر ولا نعرف ماذا ينتظرون في لبنان، لديكم 11 لبنانياً يمثلون آلاف اللبنانيين ان لم يكن الشعب اللبناني كله. الآن اتضحت لنا صورة واضحة لأناس كان للشعب اللبناني ثقة بهم، وكان ينظر اليهم على أنهم صادقون واصحاب رأي ومبدأ، لكن هذا كله كذب وغير صحيح. انتم جماعة ضحيّتم ب 11 لبنانياً، على أي أساس؟ انا ارفع قضيتنا الى العالم كله»، وأضاف: «نحن ضحية أناس فاشلين يجلسون على الكراسي ومختبئين خلف صور وهمية». وزاد: «رب ضارة نافعة، لكن نحن لسنا متضررين، بل نحن مستضافون في سورية». وعن الذي يقصده بكلامه، أجاب: «واضح، الذي رفض أن يعتذر (في اشارة الى مطلب الخاطفين اعتذار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من الشعب السوري). وهذا ليس كلامي بل كلام كل من معي». ثم تحدث المختار علي زغيب (ابو ايمن)، وقال: «لدينا عتب ولوم على من اعطى لنا جنسية لبنانية وكنّا نتمنّى أن يقوموا بمبادرة بدءاً من رئيس الجمهورية ميشال سليمان وصولاً الى النّواب، لكن للاسف نحن مجرد ارقام توضع على لوحات الاعلانات»، مضيفاً: «كنا نتمنى أن يدخلوا بالوسائل الناجعة ويستمعوا الى الناس الذين استضافونا وصرنا نخجل من ضيافتهم لنا»، وتابع: «لو كانت هناك مفاوضات ناجحة لكانت المسألة حلت». ورداً على سؤال، قال: «ربما نسألهم اذا ارادوا ان نكون صلة وصل بينهم، لكن لا اعتقد أن هذا الامر يؤدي الى نتيجة». ثم تحدث أحد الخاطفين ويدعى «ابو ابراهيم»، وقال ان «موضوع اطلاق السراح لا مشكلة فيه، وهم ضيوف فقط لا غير و «مبسوطون»، وبالعكس نحن نعرض عليهم ان يذهبوا لكن هم «مبسوطون» هنا، ونأمل بأن تصير الامور جيدة وهم ضيوف وقريباً جداً يعودون الى اهاليهم، لكن الظروف الامنية وعصابات الاسد (تعيقهم)، ونحافظ عليهم كي لا يتعرضوا لمشكلات خلال مرورهم على الحواجز. نحافظ عليهم وقريباً جداً يصلون الى اهاليهم». وعرّف «أبو ابراهيم» عن الجماعة الخاطفة بأنها «من الشعب السوري ولسنا كما تحكي بعض القنوات المعارضة للشعب السوري، بل نحن نسعى لنطيح دولة الظلم ونقيم دولة العدل». وكان مراسل صحيفة «نيويوركر» طلب في مدينة إعزاز مقابلة المخطوفين جميعاً لكن «ابو ابراهيم» سمح له بلقاء 3 فقط منهم بحضوره. ونقل المراسل عن عباس قوله: «لسنا رهائن بل ضيوف». اما عوض فقال: «هذه التجربة فتحت عيني على الثورة في سورية، وعندما اعود اريد ان اساعد في دعمها». ثم راح يهاجم نصرالله. ونفى الثلاثة ان يكونوا اعضاء في «حزب الله». ثم قال عوض: «ليس كل الشيعة في لبنان اعضاء في حزب الله». وبعدما اخرج «أبو ابراهيم» الثلاثة من الغرفة، قال ان الخاطفين ارادوا توجيه رسالة الى الشيعة بأن يدعموا الشعب السوري وليس النظام، معرباً عن استعداداه لإجراء مفاوضات في شأنهم. وقال ان ضيوفه ال11 كانوا يحملون هويات عسكرية، وانه مرتاب في انهم من عناصر «حزب الله» وفي مهمة استطلاعية في المنطقة لمصلحة نظام الاسد، كما انهم يمكن ان يكونوا حقاً سياحاً دينيين. وقال المراسل إن المقابلة أجريت في المقر السابق لحزب البعث في إعزاز وان «ابو ابراهيم» يحكم إعزاز وهو قائد محلي من المعارضة في حلب.