اتهمت «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي» السورية المعارضة شعبة الاستخبارات الجوية باعتقال ثلاثة من أعضائها أعلنت فقدان الاتصال بهم مساء الخميس، وتواصلت الاشتباكات العنيفة في محافظة حلب ومدن سورية أخرى بين الجيش السوري والمتمردين أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، فيما نفذت قوات النظام حملة اعتقالات في درعا. وجاء في بيان صادر عن المكتب التنفيذي ل «هيئة التنسيق» أمس: «تأكد لدينا أن أعضاء هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديموقراطي المختطفين على طريق مطار دمشق الدولي منذ الخميس في 20 أيلول (سبتمبر) هم في شعبة المخابرات الجوية». وأضاف البيان: «إننا في هيئة التنسيق الوطنية نحمل السلطة كامل المسؤولية عن سلامة ومصير الدكتور عبد العزيز الخير رئيس مكتب العلاقات الخارجية في الهيئة، والمهندس اياس عياش عضو المجلس المركزي للهيئة، والسيد ماهر طحان عضو الهيئة ونطالب بإطلاق سراحهم فوراً». وكانت الهيئة أعلنت في بيان الجمعة «فقدان الاتصال» بالخير وعياش اللذين كانا في عداد وفد من الهيئة لدى عودتهما من زيارة إلى الصين بعد مغادرتهما المطار. أما العضو الثالث طحان فحضر إلى المطار لاصطحابهما. وتضم الهيئة عدداً من معارضي الداخل، وهناك خلافات كبيرة بينها وبين المجلس الوطني السوري المعارض. كما شهدت الهيئة انشقاقات في صفوفها بسبب الخلاف حول طريقة التعاطي مع النظام. إلى ذلك، دارت معارك عنيفة في بلدتي أورم وكفر جوم في غرب محافظة حلب، كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أكد مقتل 11 جندياً سورياً على الأقل السبت في معارك وهجمات استهدفت حواجز للجيش في محافظة حلب. وفي هذه المنطقة القريبة من الحدود مع تركيا، هاجم مسلحون حواجز في ابزمو حيث قتلت امرأة في عملية قصف. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «لا وجود للدولة في هذه المنطقة عدا عن بعض النقاط العسكرية والمراكز الإدارية». وأضاف أن النظام يسعى بأي ثمن لمنع المسلحين المعارضين من وصل هذه المنطقة في محافظة حلب بمحافظة إدلب لأن ذلك سيشكل منطقة واسعة تحت سيطرة المعارضين على الحدود مع تركيا التي تدعم المعارضين. وفي مدينة حلب بالذات، سمع دوي انفجارات قوية ناجمة عن قصف مدفعي فجراً عبر الأنحاء الشمالية للمدينة، كما أفاد مراسل لوكالة «فرانس برس». وتشهد حلب، ثاني مدن البلاد، معارك حاسمة للسيطرة عليها منذ شهرين. وذكر المرصد أن أحياء القاطرجي والشعار والصخور وهنانو والعرقوب (شرق) والمرجة (جنوب) تعرضت للقصف فجر السبت. وفي هذه المدينة التي تشهد معركة حاسمة منذ شهرين، اندلعت معارك الجمعة حول ثكنة هنانو، كما ذكر المرصد السوري. وحصلت عمليات قصف ودارت معارك في بضع مناطق مثل مدينة الباب، كما ذكر المرصد. وفي ريف حلب تعرضت بلدات دارة عزة والزكية وبعيدين لقصف عنيف من قبل القوات النظامية أدى لسقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل، كما قتل مواطنان أحدهما سيدة برصاص قناص من القوات النظامية في بلدة تادف في ريف حلب، وارتفع إلى تسعة عدد المقاتلين بينهم جنديان منشقان الذين قتلوا خلال اشتباكات مع القوات النظامية في ريف حلب الغربي، بحسب المرصد. وافاد المرصد أن بلدات سنجار والخشير والرامي في محافظة إدلب «تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات النظامية ما أدى لسقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل». وفي محافظة حمص قتل ثلاثة مقاتلين من المعارضة خلال اشتباكات مع القوات النظامية في بلدة تلبيسة، بينما تعرضت بلدة البويضة الشرقية بريف حمص للقصف من قبل القوات النظامية، بحسب المرصد. كما قتل جندي واحد على الأقل، في مواجهات على مشارف المدينة القديمة في حمص، إضافة إلى قتل أربعة جنود قرب من حمص في هجوم استهدف سيارتهم. وفي محافظة ريف دمشق قتل سبعة أشخاص بينهم ثلاث نساء نتيجة سقوط قذيفة على حافلة ركاب على طريق البويضة-حجيرة، كما تعرضت بلدة العبادة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية أدى لسقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل، بحسب المرصد. وفي حرستا قرب دمشق، قتل جندي فار خلال معارك اندلعت على اثر عمليات قصف مدفعي استهدفت جديدة عرطوز التي يسيطر عليها المعارضون المسلحون، حيث أرسل الجيش تعزيزات مع الفجر. وأعلن المرصد العثور على جثث سبعة مواطنين أعدموا ميدانياً في بساتين حي القدم بالقرب من حي الحجر الأسود بمدينة دمشق، بحسب ما نقل المرصد عن ناشطين في الحي. من جهة أخرى، قامت قوات الأمن بحملة اعتقالات ودهم واسعة في منطقة الحارة بمحافظة درعا (جنوب) واندلعت معارك في داعل. وأكد عبد الرحمن أن قوت الأمن تعتقل العشرات يومياً في درعا، مهد الاحتجاجات التي انطلقت في ربيع 2011، وأن «البعض يتم إطلاق سراحهم، ولكن عدد المعتقلين غير معروف». ومن جانبها أعلنت التنسيقية العامة للثورة السورية أن قوات النظام داهمت بلدة هيت في درعا وقصفتها ثم أحرقت ونهبت عدداً من المنازل. إلى ذلك، قال شاهد إن مقاتلي المعارضة أسقطوا مقاتلة أثناء تحليقها فوق بلدة الأتارب بشمال سورية. ونقلت «رويترز» عن الشاهد، وهو صحافي مستقل طلب عدم نشر اسمه، إن مقاتلي المعارضة كانوا يهاجمون قاعدة عسكرية قرب البلدة عندما حلقت الطائرة وأسقطها مقاتلو المعارضة بنيران أسلحة مضادة للطائرات. وأسفرت أعمال العنف الجمعة عن 142 قتيلاً بالإجمال هم 88 مدنياً و32 جندياً و22 متمرداً.