أكد المدير العام للدفاع المدني الفريق سعد التويجري أن أداء جهازه يتعرض لانتقادات حادة واتهامات بالتقصير، على رغم القيام بأدوارهم، ومواجهتهم لكثير من المعوقات، مشيراً إلى أنه لو فعل مثل نظيره مدير الدفاع المدني الإسباني حين أمر بعدم دخول رجاله برجاً شاهقاً يحترق لإخماده لنصب الرأي العام له المشانق وطالبوا بإعدامه. وأوضح التويجري ل«الحياة» عقب رعايته حفلة تخريج الدورة التأهيلية للضباط ال41 أمس، أن الدفاع المدني يتعامل مع كل الحوادث بكامل إمكاناته العالية، إلا أنه في بعض الأحيان تفرز حوادث الحرائق أموراً لا يمكن منعها، وقال: «تخيلوا في إسبانيا احترق برج شاهق مكون من 42 دوراً، وحين اطمئن مدير الدفاع على سلامة نزلائه وإخلاءهم بالكامل رفض المدير دخول رجاله المبنى لإخماد الحريق بسبب ارتفاع حرارة المبنى إلى 600 درجة، والتي تعني بأن خطر الموت وارد لرجاله، الأمر الذي دفعه إلى ترك البرج يحترق بالكامل، ولو فعلت مثل ذلك في المملكة لطالب رجال الإعلام بإعدامي». وأشار إلى أن الدفاع المدني متهم بالقصور في التدريب من بعض وسائل الإعلام، وأن شهادة البريطاني عن مستوى جهازه خير دليل على عدم القصور، وأضاف: «لكن لا يعني وجود الإمكانات والتدريب ووسائل السلامة منع وقوع الحوادث، وإلا لما احترق البيت الأبيض والرئيس الأميركي جورج بوش في داخله برفقة 200 من معاونيه، على رغم إمكانات وسائل السلامة في ذلك المبنى، والتي لا توجد في أي مكان آخر في العالم، وتم إخلاء المبنى، إضافة إلى وقوع حادثة في مركز للدفاع المدني في مدينة أميركية قبل شهر، وأصيبت فرق المركز كاملة، وأرجو أن يكون لدينا تفهم، فما يحدث لدينا يحدث في كل دول العالم المتقدمة». وحول مدى تعاون جهازه مع الخبرات العالمية، قال: «التعاون جيد، ويكفي ما أشار إليه مدير أكاديمية الدفاع المدني البريطاني عن مستوى الدفاع المدني بالمملكة، وأنا على استعداد لأزود أي شخص بحديثه المتلفز حتى لا أُتهم بالمبالغة»، وعن إمكان مطالبتهم بعقوبات في حق المخالفين بالسير على خطوط الطوارئ الخاصة بالفرق الإنقاذية والإسعافية، لفت إلى تعمد شريحة من المجتمع تعطيل مباشرات رجال الدفاع المدني حوادث الإنقاذ، وذلك بالسير أمام مركبات الإنقاذ دون إفساح الطريق أمامها، عكس ما يعمل في دول العالم المتقدمة التي تبتعد مركبات مواطنيها عن قاطرات الإنقاذ، موضحاً أن جهازه يتمنى رفع وعي المجتمع بأهمية فتح المجال لمركبات الإنقاذ بالسير على خطوط الطوارئ بأريحية ومن دون مضايقتها بدلاً من مخالفتها. وحول آليتهم للقضاء على ظاهرة التجمهر حول حوادث الحرائق، أشار التويجري إلى أن ظاهرة التجمهر تعتبر مشكلة كبرى لجهازه، إذ إن الحوادث ومركبات الدفاع المدني تشكل خطورة بقوله: «نحن نحمل معنا الخطر، فعندما يزيد ضغط دفع المياه عن 400 رطل على البوصة المربعة فمعناه أن أحد الخراطيم قد ينفصل وعندها الموت سيحصل ل10 أو 15 شخصاً في لحظة واحدة»، وأضاف: « أوجه رسالة للمجتمع، أرجوكم ابتعدوا عن رجال الدفاع المدني وعن مواقع الحرائق، فعندما يكون هناك شاحنة وقود تحترق ونجد بأن المتجمهرين مئات الأشخاص فإن الخطر محدق بهم، فلو انفجر فسيكون الخطر في حدود 400 متر مربع، أي موت من يقع في نطاق تلك المسافة، مثل حادثة حريق محل فرن في جدة، إذ أدى انفجار اسطوانة غاز إلى وفاة شخصين من المتجمهرين». ولفت إلى أن جهازه لا يزال يواصل عمليات التدريب لأفراده وضباطه، وأن التدريب لو لم يكون موجوداً فإن النتائج ستكون عكسية سواءً على رجال الإنقاذ أو المواطن، وأن هناك خططاً موضوعة من وزارة الداخلية لتدريب العاملين داخل المملكة أو خارجها سواءً في الجامعات أو الإطفاء أو الإسعاف أو المواد الخطرة والكيماوية وعلوم الطيران، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية عمدت إلى استحداث 11 مركزاً تدريبياً، إضافة إلى معهد الدفاع المدني، وأن هناك مشروعاً كبيراً للدفاع المدني سيعلن عنه قريباً وهو عبارة عن مدينة تدريبية كبيرة تضم جميع التخصصات في الرياض و بمستوى عالمي.