أكد المدير العام للمرور في جدة العميد محمد القحطاني ل«الحياة» أن إدارته بدأت بتطبيق نظام فرض المخالفات على المتجمهرين، حيث يتم إعطاؤهم مخالفة وقوف غير نظامي أو مخالفة تعطيل للحركة. وقال العميد القحطاني: «إنه في حال حدوث حادث يحضر المرور ويتم إرسال دورية خاصة لتقوم بكتابة المخالفات للمتجمهرين»، مؤكداً أن هذه المخالفات التي تعطى للفضوليين استطاعت في الفترة الأخيرة من تخفيف ظاهرة التجمهر. وبين أن غالبية الحوادث التي تحصل تكون في خطوط رئيسة، إذ تتسبب حالات التجمهر في إعاقة شديدة للحركة، خصوصاً على الخطوط السريعة مثل طريق الحرمين و طريق المدينة، موضحاً أن التجمهر له خلفيات سيئة كثيرة مثل إعاقة مركبات الطوارئ والهلال الأحمر وسيارات السحب والمرور. وأفاد بأن المتجمهرين والفضوليين يوجدون في منطقة الحادثة قبل وصول سيارات الجهات المختصة مما يشكل إعاقة وصعوبة في الوصول إلى مكان الحادثة، مبيناً أن نسبة من يتجمهرون بغية المساعدة والإنقاذ لا تتجاوز 1 في المئة، بينما البقية يتجمهرون كنوع من الفضول ولتصوير الحادثة. واعتبر أن تصوير الحوادث عادة سيئة جداً كونها تضر بالعائلات التي وقعت عليهم الحوادث، مشيراً إلى أن أن غالبية المتجمهرين هم من الشباب صغار السن الذين هم بحاجة إلى التوعية والإرشاد عن مساوئ ظاهرة التجمهر. من جهته، بين المدير العام لهيئة الهلال الأحمر السعودي في الرياض سعود آل عثمان ل«الحياة» أن ظاهرة التجمهر تحد بشكل كبير من الوصول السريع لموقع الحوادث والإصابات، إذ إن رجال الهلال الأحمر يضطرون لإيقاف سيارة الإسعاف بعيداً عن موقع الحادثة ويترجلون منها لتقديم المساعدة سيراً على الأقدام وهذا يحتسب من وقت المصاب الذي هو بحاجه إلى كل دقيقة لإسعافه وإيصاله إلى المستشفى في الوقت المناسب. ووصف آل عثمان مواقع التجمهر بأنها عبارة عن غابة من البشر المتجمهرين الذين يتسببون في صعوبة تحديد موقع الحادث وكشفه، موضحاً أن الهلال الأحمر يواجه صعوبات كبيرة في عبور الإشارات وتخطي زحام الشوارع، مضيفاً «نحن في سباق وتحد مع الزمن». وقال إن مواقع الحوادث تمثل خطراً حتى على المتجمهرين أنفسهم ذلك أنه في بعض الأحيان يذهب الهلال الأحمر لإسعاف أشخاص أصيبوا بإصابات بسيطة إثر حادثة فتكون المفاجأة وجود أحد المتجمهرين وقد قضى نحبه دهساً، وهو يقطع الشارع أو الخط السريع ليشاهد الحادثة. بدوره، أوضح المتحدث الإعلامي للدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة المقدم سعيد سرحان ل«الحياة» أن ظاهرة التجمهر تعد ظاهرة خطرة، إذ إن المتجمهرين يعرضون أنفسهم فيها للخطر باقترابهم من موقع الحادثة الذي يجب إخلاؤه. وأضاف «كما يجب ألا يوجد في موقع الحادثة إلا رجال الدفاع المدني المدربون والذين هم مجهزون بلباس واق من الحرائق والغازات السامة وغيرها بعكس المتجمهر الذي قد يتأذى في حال حدوث انفجار أو تسرب لغازات سامة هذا بالنسبة لسلامة المتجمهرين». وأكد أن ظاهرة التجمهر تتمثل في الزحام وعدم وجود مواقف لإيقاف سيارات الدفاع المدني، وقيام بعض الشبان بالسباق مع سيارات الدفاع المدني، أو عدم إفساح المجال لها لتصل إلى الحادثة في الوقت المناسب، مشدداً على ضرورة توعية المواطنين والمقيمين بمخاطر وأضرار التجمهر.