بعد سنوات من ضعف الإقبال، تمكن صانع «المداد» صالح الحميد، من استعادة بريق حرفته، بعد اندثار الطلب على مصنوعاته. إلا أن الأمل عاوده بعد أن أحياه المهرجان الوطني للتراث والثقافة في «الجنادرية»، و«حسانا فله»، اللذان يشارك فيهما سنوياً. إذ أصبحت «المَدّة» التي يصنعها الحميد «أغلى من الموكيت الحديث» على حد قوله، مضيفاً «الكثير من الكبار والكهول يفخرون بوضع «المداد» في مجالسهم الحديثة، كشيء من الحفاظ على تراث الأحساء». ويشير الحميد إلى أن مبيعاته من المداد «تضاعفت أكثر من مرة بعد مشاركتي في المهرجانات المحلية، ويبيع المتر الواحد من «المدة» بمئة ريال»، موضحاً أنه باع أكبر قطعة من المداد بلغ طولها 10 أمتار، وباعها بألف ريال. ويصنع كثيراً من المداد بناءً على طلبات تأتيه، سواءً كانوا من الأحساء، أو مناطق المملكة الأخرى. ويصنع الحميد مداده، التي كانت تفرش في المساجد والمنازل، بالأسل والحبال. ويستخدم آلة خشبية بسيطة مكونة من الممسك (المسدية)، ونهاية الحبال (العيون)، وجذوع النخيل (المرافيع السُفلية والعلوية) والحف، والأمرد وغيرها من مكونات آلة صنع المداد. ويجد صالح صعوبة بالغة في الحصول على «الأسل»، لقلته، لكنه يستخرجه من بحيرة الأصفر، ومن مدينة العيون.