انزلقت حملة المرشح الجمهوري ميت رومني إلى دوامة جديدة، قبل 48 يوماً من موعد الانتخابات الأميركية المقررة في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، بعد كشف مقاطع فيديو مسربة، تحدث فيه ب «ازدراء» عن مؤيدي الرئيس باراك أوباما وهاجم 47 في المئة من الأميركيين بالقول إنهم «عالة على الحكومة». كما تباهى بمستشاريه الانتخابيين الذين «عمل بعضهم في حملة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو». وتأتي التصريحات في وقت تتراجع فيه شعبية رومني في استطلاعات الرأي، بسبب هفوات عدة في السياسة الداخلية والخارجية. وسرّبت أسبوعية «ماثر جونز»، على موقعها الإلكتروني ليل الاثنين - الثلثاء، مقاطع فيديو سرية مسجلة خلال اجتماع مغلق لرومني مع متبرعين أثرياء لحملته مطلع هذا العام. وأعطت التسجيلات صورة نخبوية لرومني الذي اعتبر أن «47 في المئة من الأميركيين سينتخبون الرئيس أوباما مهما حصل، لأنهم يعتمدون على الحكومة ويعتبرون أنفسهم ضحايا ومغبونين، وأنه من مسؤولية الحكومة أن ترعاهم بالضمان الصحي والطعام والإقامة... وهؤلاء أشخاص لا يدفعون الضرائب». وأسهب رومني في مقاطع أخرى في الحديث عن صفات حملته، وتميزها بضم مستشارين من حملات مختلفة «عمل بعضهم في حملة نتانياهو». وذهبت تصريحاته إلى حد الاستهزاء الضمني بجذور أوباما الأفريقية (والده من كينيا) بقوله: «لو كان والدي من المكسيك لكان لدي حظ أكبر في الفوز». وفي الشق الفلسطيني، قال رومني إنه ينظر «إلى الفلسطينيين باعتبارهم لا يريدون السلام في أي حال لأسباب سياسية. وهم ملتزمون تدمير إسرائيل وإزالتها»، مبدياً استغرابه من قول وزير خارجية سابق إن التسوية ممكنة. واعتبر أن الضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات «أسوأ شيء في العالم.» وعززت التسريبات الصورة النخبوية لرومني والمنفصلة عن هموم الأميركيين. كما عرقلت جهوده للانتقال إلى الوسط وجذب المستقلين بالحديث عن خطط اقتصادية متعلقة بالضرائب، وتشديد الخناق على الصين في التبادل التجاري. وإذ سارعت حملة رومني إلى احتواء مضاعفات التسريبات عبر تأكيد أن المرشح «يهمه حال جميع الأميركيين»، استبقتها حملة أوباما بهجوم اعتبر أنه «يصعب أن تكون رئيساً لأميركا، مع احتقارك نصف الأمة». ووصف مراقبون التصريحات بأنها «مؤذية جداً» لحملة رومني في هذا المنعطف من السباق الرئاسي. وكتب المعلق جوش بارو في موقع «بلومبورغ»: «خسر رومني اليوم الانتخابات»، فيما احتلت عناوين الصحف الأميركية تعابير رومني المعروف عنه التزامه سطور الحملة خلال التجمعات. وتراجعت شعبية رومني أمام أوباما بنحو 5 نقاط في الأسابيع الأخيرة، بتأثير تخبطه في السياسة الداخلية والخارجية، أبرزها عدم ذكره أفغانستان في خطاب المؤتمر العام للحزب الجمهوري، ثم توظيفه ما حدث في ليبيا لمهاجمة أوباما، وتصريحاته المتقلبة في موضوع الضمان الصحي والشيخوخة. ومع دخول السباق في المرحلة الأخيرة وفترة المناظرة التي ستنطلق خلال أسبوعين، يتقدم أوباما بين 2 و 5 نقاط على رومني في معظم الولايات الحاسمة. وستعطي المناظرات رومني فرصة أخيرة لتصحيح رصيده والنجاح في التقرب من الناخب الأميركي الذي ينظر إليه بصورة سلبية بعد أكثر من سنتين على بدء الحملة الانتخابية.