أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة «يو اس اي توداي» ومعهد «غالوب» أن الرئيس الاميركي باراك اوباما ما زال متقدماً على منافسه الجمهوري ميت رومني في الولايات الكبرى التي يمكن ان تحسم نتيجة انتخابات الرئاسة المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وأشار الاستطلاع الى تقدّم أوباما مع 47 في المئة من نيات التصويت، في مقابل 45 في المئة لرومني، في ولايات كولورادو وفلوريدا وأيوا وميتشغن ونيفادا ونيو هامشير ونيو مكسيكو ونورث كارولاينا وأوهايو وبنسلفانيا وفرجينيا ووسكانسن. وفي سائر الولايات، يتقدّم اوباما بنسبة 48 في المئة، في مقابل 44 في المئة لرومني. حملة على رومني في غضون ذلك، شنّ قياديون ديموقراطيون هجوماً منسقاً على رومني، في شأن استفادته من ملاذات ضريبية، وطالبوه بنشر عدد أكبر من أوراقه الضريبية، لتوضيح موقفه إزاء الشعب الاميركي. أتى ذلك بعدما أوردت مجلة «فانيتي فير» تقريراً عن ملايين يحتفظ بها المرشح الجمهوري في سويسرا وفي حسابات أوفشور في جزر كيمان وبرمودا. وأشارت الى شركة أُسست في برمودا في تسعينات القرن العشرين، والى استثمارات في جزر كيمان. وثمة خلاف في شأن الملف الضريبي لرومني، إضافة الى التساؤلات حول طريقة جمعه ثروته عندما كان رئيساً لشركة «بين كابيتال» للاستثمارات في بوسطن. وبعد ضغوط من منافسيه خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، نشر على مضض في كانون الثاني (يناير) الماضي عائداته لعام 2011، لكنه لم ينشر عائدات السنوات السابقة، بما فيها العام الذي رأس فيه شركة «بين كابيتال». وقال روبرت غيبز، أحد أبرز مستشاري الحملة الانتخابية لأوباما: «شعار (رومني) «لنؤمن بأميركا» يجب أن يكون «الأعمال في برمودا». كما قالت رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الديموقراطي ديبي واسرمان شولتز: «على الأميركيين ان يسألوا أنفسهم: لماذا يحتاج رجل أعمال أميركي الى حساب مصرفي في سويسرا والى استثمارات سرية مشابهة؟». وأضافت: «أود لو ينشر رومني أوراقه الضريبية لأكثر من سنة، لأن ثمة تقارير تفيد بامتلاكه شركة سرية في برمودا وأن أحداً لا يعلم شيئاً حول استثماراته في جزر كيمان وأن لديه حساباً في مصرف سويسري». وتساءل بن لابولت، الناطق باسم حملة اوباما، في اشارة الى رومني، «هل وضع أمواله هناك لتفادي دفع ضرائب عليها؟ لا نعلم لكنه يرفض نشر أوراقه الضريبية». وأضاف في تسجيل فيديو نشر على الانترنت: «قد يكون رومني الرئيس الأول في تاريخ البلاد الذي يودع أموالاً في حسابات في الخارج، لكن لم يردّ حتى الآن على أسئلة بسيطة يمكن ان تفسر السبب، ويرفض نشر الوثائق التي يمكن ان تجيب عن هذه الأسئلة». وزاد: «ما هي الضرائب التي كان رومني سيدفعها، لو استثمر أمواله في الولاياتالمتحدة». وردّت حملة رومني، من خلال ناطقة اعتبرت أن «الهجوم الأخير غير المبرّر لحملة اوباما ضد رومني، ليس مناسباً ومثير للاشمئزاز». وأضافت: «لرومني مسيرة ناجحة في القطاع الخاص، ويسدد كل المبالغ المتوجبة عليه للضرائب، كما قدّم هبات سخية لمنظمات خيرية وخدم في قضايا عدة». ورأت أن «اوباما تحوّل الى ما كان ينافسه في الماضي، أي نموذج للسياسي الذي لا يتردد في استخدام هجمات غير شريفة لإنقاذ منصبه، بعدما فشل في أداء مهماته. يتوقّع الشعب الأميركي أكثر من ذلك من الرئيس، وهو يخذله دوماً».