قرر الحلف الأطلسي (ناتو) في افغانستان تقليص عملياته المشتركة مع القوات الحكومية، بعد تزايد «الهجمات من الداخل» التي يشنها جنود افغان على حلفائهم الغربيين. ويشكل ذلك انتكاسة لاستراتيجية الائتلاف الغربي في افغانستان، حيث يتولى تدريب القوات المحلية بأمل ان تصبح جاهزة لتولي مسؤوليات الأمن في البلاد لدى استكمال انسحاب الجنود الأجانب بحلول نهاية 2014. وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ان القرار الذي أعلنه الجنرال جيمس تيري، ثاني أكبر قائد أميركي في افغانستان تعليق العمليات المشتركة، يقضي بعدم اجراء معظم الدوريات المشتركة او تقديم العمل الاستشاري الا على مستوى الكتيبة (اكثر من 800 جندي) وما فوق، «اما التعاون مع وحدات اصغر حجماً فسيخضع لتقويم يشمل كل حالة على حدة، ويتطلب موافقة القادة الاقليميين». وسيؤثر ذلك على الغالبية العظمى من أفراد القوات المسلحة الأفغانية المؤلفة من 350 ألف فرد والذين سيعملون من دون دعم قوات التحالف، علماً ان رئيس العمليات في وزارة الدفاع الأفغانية افضل امان أعلن ان «القوات الأجنبية تساعدنا في توفير دعم جوي وتنقل أفرادنا وجرحانا وقتلانا من ساحات المعارك، كما تزودنا امدادات وتدرب عناصرنا». وأقرّ الناطق باسم «البنتاغون» جورج ليتل بأن الفيلم وموجة «الهجمات من الداخل» حتما اتخاذ الحلف قرار الحد من عدد الدوريات والعمليات المشتركة، في اطار تدابير لتعزيز الحذر واجراء مراجعة دقيقة لكل النشاطات والتفاعلات مع السكان المحليين». اما الناطق باسم قوات التحالف الدولي الكولونيل توم كولينز ان القرار رد فعل «موقت وحكيم» على التهديدات الحالية. وكشف ضابط عسكري اميركي في واشنطن طلب عدم كشف اسمه ان قائد قوات الحلف الأطلسي في افغانستان الجنرال الأميركي جون الن طالب جميع قادة العمليات بمراجعة اجراءات حماية القوات والنشاطات التكتيكية بعد تزايد «الهجمات من الداخل»، مشيراً الى ان التوجيهات اعطيت استناداً الى توصية، وبالتوافق مع قادة افغان بارزين. وفي بكين، وصف وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا هجمات عناصر الأمن الأفغان «المارقين» بأنها مقلقة، خصوصاً بعدما دفعت دول اعضاء في الحلف بينها فرنسا الى تسريع خطط سحب غالبية القوات القتالية قبل عام 2014، أو إعادة النظر فيها. وأبدى ثقته بأن الجنرال الن اتخذ القرارات الصحيحة لمواجهة التهديد. وشدد على ان الهجمات لن تؤخر خطط سحب القوات بنهاية 2014، او تخرجها عن مسارها. ويأتي القرار بعد مقتل 6 جنود اجانب برصاص شرطي افغاني، وهجوم غير مسبوق شنته حركة «طالبان» على قاعدة رئيسية للحلف في ولاية هلمند (جنوب) أسفر عن مقتل جنديين اميركيين وتدمير ست مقاتلات اميركية من طراز «هاريير». كما يلي تظاهرات عنيفة شهدتها افغانستان ودول العالم الاسلامي بسبب فيلم «براءة الاسلام» الأميركي المسيء للإسلام. الأمير هاري الى ذلك، أعلن الوزير البريطاني فيليب هاموند نقل نجل ولي العهد البريطاني الأمير هاري الى مكان آمن، واخضاعه لحماية مشددة بعد مهاجمة «طالبان» معسكر «باستيون» الذي يخدم فيه في ولاية هلمند (جنوب) السبت الماضي. وأوضح هاموند ان «تدابير اضافية اتخذت لحماية الأمير هاري» الذي باشر قبل اسبوعين مهمته الثانية في افغانستان. وأضاف: «بالتأكيد ثمة خطط بديلة، لكنني لا استطيع ان اتحدث عنها بالتفصيل. لو تجاوز المهاجمون محيط معسكر باستيون، لكان هاري نقل بأمان وتحت حماية مشددة».