ا ف ب - قرر حلف شمال الأطلسي تقليص عملياته المشتركة مع القوات الافغانية بعد مقتل 51 من جنوده في "هجمات من الداخل" يشنها جنود افغان على حلفائهم الغربيين وتصاعد الغضب ازاء فيلم المسيء للاسلام الذي انتج في الولاياتالمتحدة. ويعد هذا القرار انتكاسة لاستراتيجية التحالف الغربي في افغانستان ومصدر ارباك لأنه يقوم بتدريب القوات المحلية على أمل ان تصبح جاهزة لتولي المسؤوليات الأمنية في البلاد عند استكمال انسحاب الجنود الدوليين في نهاية 2014. غير ان حلف الاطلسي شدد على ان الشراكة مستمرة على كافة الأصعدة وسارع الى وصف الخطوة بأنها تعديل لتخفيف المخاطر على العمليات المشتركة وليس تعليقاً للعمليات المشتركة. وبموجب القرار الجديد فإن معظم الدوريات المشتركة أو العمل الإستشاري لن تتم من الآن فصاعداً الا على مستوى الكتيبة وما فوق، بحسب ما أكد مسؤولون من البنتاغون وضباط في الاطلسي. ويأتي القرار بعد مقتل ستة من عناصر ايساف برصاص شرطي أفغاني وهجوم غير مسبوق لطالبان على قاعدة رئيسية للحلف في جنوبافغانستان دمرت خلالها ست مقاتلات هاريير اميركية. وتأتي هذه الخطوة ايضا بعد تظاهرات عنيفة في افغانستان ودول العالم الاسلامي بسبب الفيلم المسيء للاسلام الذي انتج في الولاياتالمتحدة. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية جورج ليتل في رسالة الكترونية ان "الاضطرابات الاخيرة المرتبطة بالفيديو في افغانستان وخارج البلاد (...) والهجمات من الداخل دفعت قوات ايساف الى توخي الحذر ومراجعة نشاطاتها وتعاملاتها مع السكان بانتباه". واعلنت ايساف ان الدوريات او الدورات المشتركة للتأهيل بين جنودها والجنود الافغان لن تجري بشكل تلقائي الا بدءاً من عدد محدد من المجندين (سرية للجيش وقوة على مستوى المنطقة بالنسبة للشرطة)". واضافت أن أي نشاط مشترك مع وحدات أصغر "سيتعين الموافقة عليه كل حالة على حدة من قبل مركز القيادة في الولايات". وقال الناطق باسم البعثة هاغن ميسير ان هذا الاجراء "مؤقت" لكنه غير محدد زمنياً. واضاف "لا نعرف الى متى سيستمر ذلك". ومع تزايد عدد "الهجمات من الداخل" اقر قادة قوات ايساف الاميركيون تدريجياً بأن هذه الهجمات تهدد بشكل خطير المجهود الحربي الغربي في هذا البلد. وقال ضابط عسكري اميركي في واشنطن في رسالة الكترونية ان قائد القوات الاميركية وقوات الأطلسي في افغانستان الجنرال جون آلن "طلب من جميع قادة العمليات مراجعة الحماية للقوة والنشاطات التكتيكية في ضوء الظروف الراهنة". وقال الضابط الذي طلب عدم نشر اسمه ان "هذه التوجيهات اعطيت بناء على توصية، وبالتوافق مع قادة افغان بارزين". وشرح ان تلك التعليمات "ستؤدي على الارجح الى تعديلات في كيفية عمل قوات ايساف والمكان والزمان، خاصة خلال الفترة الحالية التي يتصاعد فيها التوتر". وقال وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا في مؤتمر صحافي في بكين ان الهجمات من الداخل مقلقة. وقال بعد محادثات مع نظيره الصيني "اننا قلقون ازاء هذه الهجمات الداخلية والاثر الذي تتركه على قواتنا". لكنه شدد على ان تلك الهجمات لن تؤخر خطط انهاء سحب القوات بنهاية 2014 او تخرجها عن مسارها. ولم يتضح بعد تاثير القرارات الجديدة على خطة سحب القوات القتالية للاطلسي في اقل من سنتين، فيما بعض الوحدات الافغانية لا تزال تعتبر غير جاهزة للقيام بالعمليات منفردة. وقتل هذا العام 51 جنديا من الاطلسي في 36 هجوما من الداخل حتى الان. ويعتقد ضباط ان ربع تلك الهجمات فقط هي نتيجة تسلل لطالبان والباقي سببها الصدامات الثقافية والتجاوزات. وفيما اصبح عديد رجال الشرطة والجيش الافغاني نحو 350 الف عنصر يقول المنتقدون ان سرعة بناء قوة بهذا الحجم يعني ان المجندين لم يخضعوا لفحص جيد قبيل انتسابهم. وسعى الحلف الاطلسي لتقديم التغيرات العملانية بشكل ايجابي وقال انها ليست تعليقا للعمليات دون مستوى الكتيبة بل تعديلا لكيفية تقييم وتخفيف "المخاطر المرتبطة" بمثل تلك العمليات. وقال الحلف "في بعض الحالات يمكن ان يعني ذلك مرحلة مؤقتة او تعليقا تكتيكيا لكنه لا يعني اننا اوقفنا العمليات المشتركة". وفي لندن ذهب وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند الى حد القول ان القرار لم يصبح رسمياً بعد. وقال للصحافيين "هذه مسودة قرار تدرسه إيساف وسيكون له تأثير صغير على عملياتنا. ليس هناك تغيير في السياسة بعد".