اعتبرت الحكومة الجزائرية أن «الظروف غير مشجعة» لإعادة إحياء نشاط لجنة المتابعة الأمنية لخلية مكافحة الإرهاب التي تشارك فيها أربع من دول الساحل الأفريقي وتتخذ من مدينة تمنراست في الجنوب الجزائري مقراً لها. أتى ذلك خلال محادثات أجراها قائد قيادة القوات الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) الجنرال دافيد رودريغيز مع المسؤولين الجزائريين. (للمزيد) وأبلغت مصادر مطلعة «الحياة»، أن الجزائر ردت على طلب أميركي بتفعيل خلية المتابعة الأمنية لدول الساحل الأربعة، بالإشارة إلى «انهماك دولتين على الأقل بأوضاعهما الداخلية»، علماً بأن الدول الأربع المعنية هي الجزائر وموريتانيا ومالي والنيجر. ويعتقد أن واشنطن أرادت الاستفسار عن مدى جاهزية التكتل الذي يسمى ب «دول الميدان» في محاربة الإرهاب، فيما تركز اهتمام قائد «أفريكوم» على ملفي الساحل وليبيا، وقال إن الجزائر «تعد شريكا مهماً ونحن على استعداد للعمل بشكل وثيق مع حكومتها لمحاربة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي». ورأى قائد «أفريكوم» أن مشكلة الإرهاب والتطرف «معقدة» وهي تعني المجتمع الدولي برمته و «ليست قضية قوات الأمن وحسب»، ويتطلب التغلب عليها «عملاً مشتركاً» في مجالات الأمن والتنمية والديبلوماسية. وعكس موقف الجزائر إحباطاً إزاء مبادرة حاولت إطلاقها مع دول الساحل لتشكيل هيئة أركان مشتركة لمواجهة تهديدات «القاعدة» والتنسيق المعلوماتي والعملياتي في مواجهة الإرهاب وتهريب السلاح. وأتت هذه الخطوة إثر مخاوف لدى دول الساحل إزاء احتمال سقوط أسلحة متطورة في أيدي «القاعدة» في الصحراء، على خلفية معلومات عن اختفاء بعض صواريخ أرض- جو من مخازن أسلحة ليبية إثر سقوط نظام العقيد القذافي. وشكلت الدول الأربع خلية أمنية لمواجهة «تدفق كبير للسلاح» من ليبيا وكذلك تبادل المعلومات لمواجهة خطر الإرهاب والتصدي لانتشار غير مسبوق للسلاح في منطقة الساحل، ترافق مع تنامي نشاط «القاعدة»، مستفيدة من «وضع هش» نجم عن انهيار النظام الليبي. وأعلن منذ شهور عن اختفاء نحو ألف صاروخ أرض- جو في ليبيا بعد انهيار نظام القذافي، أكد خبراء أنها نقلت إلى منطقة الساحل، فيما أرسلت الولاياتالمتحدة خبراء أمنيين لتعقب أثر صواريخ مضادة للطائرات فقدت في ليبيا. واحتضنت الجزائر التي تقود حملة مكافحة الإرهاب إقليمياً، أول اجتماع لمجموعة العمل حول تعزيز قدرات مكافحة الإرهاب في الساحل في إطار آلية أقرت في «المنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب». وشارك في هذا الاجتماع الذي رأسته الجزائر وكندا، ممثلو الدول الأعضاء في «المنتدى» ودول منطقة الساحل ومنظمات إقليمية ودولية. في غضون ذلك، أعلن متشددون في شرق ليبيا إسقاط طائرة تابعة ل»الجيش الوطني» الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر، خلال إغارتها على مواقع مقاتلين تابعين لتنظيم «أنصار الشريعة» في الجبل الأخضر (شرق) أمس. وأسفر سقوط الطائرة عن مقتل قائدها وهو آمر قاعدة طبرق الجوية العقيد إبراهيم عبدربه المنفي. لكن مصادر «الجيش الوطني» أفادت بأن الطائرة تحطمت نتيجة «عطل فني» أدى إلى اندلاع النار في محركها. وأبلغت مصادر مطلعة «الحياة» أن الطائرة هي واحدة من ثلاث طائرات مقاتلة تملكها قوات حفتر، مشيرة إلى أن فقدان واحدة منها من شأنه أن يلحق الضرر بالعمليات ضد المقاتلين المتشددين الذين أمطروا مطار الأبرق الدولي (شرق) بصواريخ «غراد» أمس، في محاولة لتعطيل حركة الطيران المدني فيه.