لبى آلاف اللبنانيين رجالاً ونساء واطفالاً دعوة «حزب الله» وحركة «امل» الى مسيرة جالت ضاحية بيروت الجنوبية عصر امس، احتجاجاً على الفيلم المسيء الى الاسلام، وتحت شعار «لبيك يا رسول الله»، وهي الاولى ضمن سلسلة مسيرات سينظمها الحزب تباعاً في الجنوب والبقاع. وفاجأ الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله المشاركين في الظهور على الأرض لأول مرة، ما أثار هرجاً ومرجاً وتدافع الناس المتجمعين في منطقة الكفاءات لرؤيته من قرب، وخاطب الحضور، من على منبر، محاطاً بحرسه الخاص، من دون أي حاجز زجاجي واق من الرصاص، شاكراً ل «أشرف الناس وأطهر الناس» تلبية الدعوة وحناجرهم التي تصدح «ليبيك يا رسول الله»، وللعلماء الشيعة والسنّة المشاركين وممثلي الطوائف المسيحية، و «لإخواننا في قيادة حركة أمل» الدعوة المماثلة إلى المسيرة. وقال: «نحن هنا لنعلن رفضنا وبداية تحركنا الذي يجب أن يستمر لوقف نشر الفيلم ومحاسبة من أنتجه ومنع نشره كاملاً ووقف الإساءة إلى إسلامنا، وأدعو الجميع إلى تشكيل فرق تخطيط وعمل لتحقيق هذه الأهداف. يجب أن تقوم كل حكومة بحجب المواقع التي تصر على بث المشاهد المسيئة ويجب أن تفهم أميركا أن بث الفيلم كاملاً ستكون له في العالم تداعيات خطيرة جداً» وسأل: «إذا كانت 13 دقيقة أحدثت هذه الإساءة فكيف ببث ساعتين مدة الفيلم؟». وطالب «كل شعوبنا وحكوماتنا بالضغط على المجتمع الدولي لإصدار قرار وقوانين دولية تجرم الإساءة للأديان السماوية». وأكد أن «هذه معركة لا يمكن التسامح فيها ولن نسكت عن إهانة نبينا وصوتنا سيبقى عالياً». ورددت الجموع معه قسماً، قبل أن يتوارى بعد ظهور استمر عشر دقائق. وكان نصرالله اقترح في كلمته أن يبادر لبنان إلى دعوة الجامعة العربية لعقد اجتماع استثنائي على مستوى ورزاء الخارجية باعتباره يرأس الدورة الحالية، للبحث في الخطوات لمواجهة الإساءة إلى الرسول والدين الإسلامي. وبعد ساعات قليلة اتصل وزير الخارجية عدنان منصور بالأمين العام للجامعة نبيل العربي طالباً إليه إجراء مشاورات مع الدول العربية من أجل عقد الاجتماع. ورفع المشاركون في المسيرة رايات الحزب و«امل» الى جانب العلم اللبناني. وشوهد بين الاعلام العلم السوري وبعض الاعلام طبع عليه صورة الرئيس بشار الاسد. وردد المتظاهرون هتاف «بليون و600 مليون مسلمون»، واستعادوا هتاف «الموت لاميركا واسرائيل»، و «اميركا انت الشيطان الاكبر»، و «هيهات منا الذلة» و «اسرائيل عدوة المسلمين»، و«لن نركع الا لله». ورفعوا لافتات تعادل بين «اميركا والارهاب» و «كل مصائبنا من اميركا»، وكانت مكبرات للصوت ثبتت في كل الطرق التي ستعبرها المسيرة. وترافقت المسيرة بتنظيم مشدد من الحزب، في وقت اكد وزير الداخلية مروان شربل في تصريحات اعلامية قبل ساعات من المسيرة، ان «كل التظاهرات التي ستقام بدعوة من «حزب الله» استنكاراً للفيلم المسيء ستكون محصورة ومحددة بالوقت وأخذنا علماً بها». وأشار الى تشديد الحراسة الامنية حول مؤسسات اميركية في لبنان.