عادت حركة «احتلوا وول ستريت» إلى الساحة الاحتجاجية في الذكرى الأولى لانطلاقها في 17 أيلول (سبتمبر)، بمحاولة سد مدخل بورصة نيويورك. وكان التأييد للحركة الاجتماعية تراجع في شكل ملحوظ، عندما اعتصم قبل عام المئات في حديقة زوكوتي القريبة من وول ستريت، للاحتجاج على صناديق الإنقاذ المصرفية وما يطلقون عليهم «نسبة الواحد في المئة» الحاكمة. وشارك نحو 250 منهم السبت الماضي، في مسيرة في برودواي مفتتحين نشاطات الذكرى. وقال كريس جيمس (26 سنة) الطالب من بروكلين وأحد منظمي التحرك الجديد في تصريح لوكالة «فرانس برس»، إن «الذكرى السنوية الأولى هي فرصة لوضع مخاوفنا ومخاوف 99 في المئة من الناس على رأس الأجندة مجدداً». وأوضحت الناطقة باسم المجموعة دانا باليكي، أن «ذروة التحرك الذي سيستغرق أياماً، ستشكل «جدار الشعب» أمام بورصة نيويورك. نريد أخذ الناس إلى بطن الوحش»، كاشفة عن «تحرّك كعصيان مدني». ويخطط الناشطون لتنظيم ورش عمل حول السياسة ودورات تدريب في العصيان المدني. وأفادت بأن «قادة التحرك تعلموا من الأخطاء السابقة، وهم مستعدون لمواجهة أي إجراءات من الشرطة». وامتدت شرارة الاحتجاجات في حديقة زوكوتي إلى دول أخرى في أنحاء العالم. فيما توسع نطاق التحرك الاحتجاجي على التراجع الاقتصادي والبطالة المستشرية والغضب من ممارسات وول ستريت. وكان رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ، متسامحاً مع المحتجين في البدء، لكن بعدما فكّكت السلطات المخيم العشوائي، تصدت الشرطة لمحاولات جديدة للتظاهر واعتقلت عشرات الأشخاص وأحياناً المئات. ومنذ ذلك الحين، لم تتمكن الحركة من الوفاء بوعدها العودة كقوة مهمة. وتلاشت الجهود لترك اثر في مؤتمر الجمهوريين هذا الأسبوع. لكن كريس جيمس، نفى ضعف التحرك، وأكد أن «حركة احتلوا وول ستريت» تكبر حتى لو لم نكن في الأخبار». وأشار إلى وجود «أشخاص من أنحاء البلاد ويوجد البعض هنا». واستقطبت احتجاجات العام الماضي ناشطين من مدن أميركية رئيسة، مثل شيكاغو وسياتل وبورتلاند، فضلاً عن مناصرين حتى من اسبانيا وهولندا. وتتذكر عالمة الانثروبولوجيا ومخرجة الأفلام الهولندية ساره بلوم، أن التحرك «كان في البدء نوعاً من الفوضى الجيدة»، مشددة على «الحاجة إلى هيكلته أو سيختفي». ورأت ضرورة «جذب مزيد من الناس وليس فقط الأشخاص الذين يعرفون بديلاً لأسلوب الحياة هذا، لذا يجب أن يكون متنوعاً أكثر». وكشفت أن «عدداً من الأشخاص البارعين في التكتيك، عملوا لضمان عدم إخماد العودة المرتقبة إلى الشوارع فوراً». وأعلن منظمو التحرك، أن «أهمية احتجاجاتهم تتزايد عن السابق»، ولفت بيان للمجموعة على موقعها الإلكتروني، إلى أن السابع عشر من أيلول، «يؤذن ببدء السنة الثانية لحركة «احتلوا وول ستريت»، وبمرور اربع سنوات على إعلان «ليمان براذرز» إفلاسه لتودي بالاقتصاد العالمي إلى مرحلة جديدة من التدهور». واعتبر البيان، أن «أثرياء الواحد في المئة لا يشكون، ولا يزالون أثرياء، وإذا لم نواجههم فلن يشبعوا».