اعتبرت النجمة السورية الشابة لويز عبد الكريم أن غيابها عن الموسم الدرامي الأخير، ليست له أي أهمية، في ظل ما يحدث في سورية. وأضافت تقول في حديث إلى «الحياة»: «مع قتل الأرواح واغتصاب النساء وقصف المدن وتدمير البنى التحتية للبلد، لا مجال للحديث عن الدراما أو العمل فيها، وكل من لا يستخدم مهنته لإيصال صوت معاناة الشعب السوري إلى العالم، لا فائدة من عمله». فما دور الدراميين في ظل ما يحدث برأيك؟ تجيب: «الوقت الحالي غير مناسب للأعمال الدرامية، لا عن الثورة ولا عن غيرها. فما يحدث على أرض الواقع عظيم، وضخم. وعلينا كدراميين توثيق ما يحصل وتخزينه في وجداننا، وذاكرتنا، وعلى الورق، لكي نستطيع في وقت لاحق أن نقدم بطولة ومعاناة الشعب السوري على شكل فني، وهو أقل ما يمكن أن نقدمه. فالفن رسالة إنسانية فإن لم تكن الإنسانية موجودة في الدراما، لا مكان لهذه». الجنود المجهولون معروف أنك انحزتِ إلى الثورة منذ بدايتها، ما أسباب ذلك، وماذا تقولين لزملائك الفنانين من المؤيدين للنظام ومن الصامتين؟ - «أنا لم أنحز إلى الثورة، بل كنت أنتظرها عمراً، وعندما صدحت حناجر المتظاهرين (الشعب السوري ما بينذل)، كان حلماً تحقق. أما في ما يتعلق بالمؤيدين للنظام فلا أستطيع أن أقول لهم شيئاً، سوى أنهم يساندون الإجرام والقتل، في حين أن الصامتين أو ما يطلق عليهم ذلك، فإن معظمهم يعملون لمصلحة الثورة ولكن بسرية وصمت (فلا داعي لأن يتشرد الجميع)، وهؤلاء أوجه إليهم تحية سلام وأمان، لأنهم جنود مجهولون، يحاولون العمل لمساعدة الكثير من شبابنا، والأمر ينطبق على بعص المسؤولين في النظام الذي يساعدون الثورة من مواقعهم». وعن الدور المنوط بالفنان السوري في ظل الثورة الحالية، تضيف لويز: «أعتقد أن دور الفنان الحقيقي يبدأ بعد سقوط النظام، في العمل على السلم الأهلي، وفي تفعيل المجتمع المدني وهيئاته، وقيادة المجتمع إلى برّ الأمان بعيداً عن الخلافات الطائفية والمذهبية والدينية والعشائرية». وحول النشاط الذي تقوم به سياسياً وفنياً قالت الفنانة الشابة: «سياسياً أنا مضربة عن الطعام من الرابع من الشهر الجاري، مع مجموعة من السيدات، ومعتصمات أمام الجامعة العربية في القاهرة. ولقد أرسلنا بياناً للجنة المرأة في الجامعة، ورسالة أخرى للسيد الإبراهيمي، وثالثة لنبيل العربي، نطالب فيها بإنقاذ النساء والأطفال في سورية، عن طريق تأمين ممرات آمنة لإيصال الدواء والغذاء، لأن من لا يموت تحت القصف يموت من الجوع أو جراء إصابة». دعم الثورة نشاط فني وتابعت: «دعونا إلى إضراب عالمي تضامناً مع المرأة السورية، خاطبنا فيه الضمير الإنساني في مختلف أرجاء العالم، وذلك يوم 21 الشهر الجاري. ومنذ بداية الدعوة انضمت إلينا نساء من أنحاء العالم». أما بالنسبة إلى نشاطها الفني فأكّدت لويز أن «لا دراما تلفزيونية في ظل ما يحصل في بلادي». وأصرت على أنها لن تشارك في أي عمل لا يخدم قضيتها، وأضافت: «عملي الفني محصور في دعم الثورة أولاً عبر عرض مونودراما مسرحي بعنوان «المندسة» يحكي عن فتاة من الثورة، وفيلم سينمائي بعنوان «باب شرقي»، يرصد أجواء لجوء بعض الأسر السورية إلى البلدان العربية وقصصهم هناك». وختمت لويز عبد الكريم حديثها برسالة إلى الشعب السوري تقول فيها: «ثورتنا منتصرة، النظام ساقط، ثورة أطفال وشباب وصبايا سورية رفعت الكثر - وأنا منهم - وأسقط الكثر. ولن أخون هذه الرفعة بل سأخدمها ما حييت بما أستطيع، سامحيني يا خالتي أم الشهيد، سامحيني يا أخت المعتقل، إن قصّرت، فالزمن متوقف بالنسبة إليّ حتى انتصار الثورة».