اعتذرت قوات حلف شمال الأطلسي عن غارة جوية أخطأت هدفها في أفغانستان وتسببت في مقتل ثماني نساء أفغانيات، فيما قتل ستة من جنود الحلف برصاص شرطيين أفغان مارقين. وأعلنت القوة الدولية للمساعدة في إحلال الأمن في أفغانستان (ايساف) بقيادة الحلف الأطلسي أنها شنت غارة جوية استهدفت 45 مسلحاً، إلا أنها أعربت عن تعازيها الحارة ل «وقوع ضحايا مدنيين نتيجة الغارة»، مشيرة إلى أن عددهم يراوح بين 5 و8 أشخاص. ووقع الحادث فجر أمس، في إقليم الينغار في ولاية لغمان، فيما كانت النساء تجمع الحطب. وقال سرهادي زواك الناطق باسم حاكم الولاية: «في هذه الغارة قتلت ثماني نساء وأصيبت ثماني أخريات. وشكل حاكم الولاية وفداً للتحقيق في الحادث». وتوجه حشد من عشرات من رجال القبائل من إقليم الينغار إلى مدينة ميهتارلام عاصمة الولاية حاملين جثث بعض الضحايا. وتوقف الحشد أمام مكتب الحاكم حيث علت هتافات: «الموت لأميركا» و «الموت لليهود». وأعرب الرئيس الأفغاني حميد كارزاي عن حزنه ودان مقتل النساء، وأمر بإرسال وفد إلى المنطقة النائية للتحقيق. في غضون ذلك، قتل أربعة جنود أميركيين وأصيب اثنان من رفاقهما بجروح خلال مساعدتهم الشرطة المحلية على صد هجوم ل «طالبان» في ولاية زابل الجنوبية. وقال الناطق باسم «ايساف» الكولونيل هاغين ميسر إن الأميركيين قتلوا بإطلاق نار مصدره «متسلل يرتدي زي الشرطة الأفغانية أو شرطي أفغاني حقيقي». وقال مسؤول طلب عدم كشف اسمه إن «ثلاثة إلى أربعة رجال شرطة آخرين اختفوا، ولا نعرف إذا كانوا فروا خشية اعتقالهم أو إذا كانوا مرتبطين بطالبان». ونفى الناطق باسم «طالبان» يوسف أحمدي أن تكون الحركة وراء الهجوم الذي يأتي غداة قتل جنديين بريطانيين في ولاية هلمند الجنوبية برصاص شخص يرتدي زي الشرطة الأفغانية. تزامن ذلك مع الهجوم المنسق والمتطور على «معسكر باستيون» في ولاية هلمند حيث يخدم الأمير هاري نجل ولي العهد البريطاني، ما تسبب في خسائر مادية في القاعدة كلفتها عشرات ملايين الدولارات ومقتل اثنين من عناصر مشاة البحرية الأميركية (مارينز) وجرح آخرين. واعتبر مسؤول أمني غربي طلب عدم كشف اسمه أن الهجوم يؤكد أن مسلحي «طالبان» أصبحوا على مستوى جيد من التدريب والدقة والتنسيق، ذلك أن المهاجمين «تمكنوا من تدمير عدد كبير من الطائرات في واحدة من القواعد التي تتمتع بإجراءات أمنية شديدة».