في إعلانات مدفوعة الثمن، كبيرة الحجم، طلبت وزارة التربية والتعليم شراء مجموعة كبيرة من «المرافق التعليمية» في مناطق مختلفة، وكوننا جميعاً مهتمين بقضية شح الأراضي لكل مجالات التنمية، بما فيها الإسكان، فقد بحثت عن معلومة تجيب عن سؤالي: هل المرفق التعليمي الذي يضعه العقاريون على المخططات قبل اعتماده هو ملك لهم، يكون للحكومة حق الحصول بمقابل وفق نظام نزع الملكيات للمصلحة العامة، أم أنه جزء من الاشتراطات البلدية التي من ضمنها أخذ نسبة معينة من كل أرض خام يراد تخطيطها للمنافع العامة أو المرافق العامة، وبالتالي هي تدخل فوراً في ملكية الجهات الحكومية، فالمساجد للأوقاف والمدارس للتربية ومخافر الشرطة للداخلية، أم أنها تدخل في مظلة أملاك الدولة ثم يتم توزيعها لاحقاً؟ وأياً كانت طريقة الدفع أو الحصول عليها، فها هي الوزارة تدفع ثمن إهمال حق مكتسب لها، حق يعرف في السوق العقارية وفي أروقة الحكومة باسم «المرفق التعليمي»، الذي نود أن نعرف كيف وصل إلى أيدي ملاكه، لتطلب الوزارة شراءه؟ إن شراء الأراضي بالقيمة السوقية للعقار بعد اكتمال المخطط وسكن الناس فيه يشكّل فرقاً كبيراً يصل إلى الضعف والضعفين كما نعلم جميعاً، وفي هذا إرهاق لموازنة الوزارة المرهقة أصلاً ببنود كثيرة تبطئ من وتيرة سير أحلام الناس تجاه تعليم أبنائهم. ولقدم مشكلة شح الأراضي، فقد كنت أحسب أن الوزارة لا تفرط في المرافق التعليمية الخاصة بها، وسبق أن كتبت أمنيتي بأن تكون صكوك المرافق التعليمية غير قابلة للإفراغ تماماً، حتى لو عجزت الوزارة مالياً عن بنائها، تقوم بتأجيرها للمدارس الأهلية، وتشترط عليها بناءها بمواصفاتها، حتى تستطيع استعادتها في ما بعد، أو على الأقل تحقق النبرة الإعلامية الجميلة حول الشراكة مع القطاع الخاص. المرافق التعليمية والمسجد والحديقة وغيرها، كانت حيلة تسويقية للمخططات الجديدة، وهي ستظل كذلك في بعض الأحيان، ونجدنا عدنا للمربع الأول، لكننا هذه المرة عدنا لندفع أكثر، وعلى رغم أن اتجاه الوزارة بهذا الإعلان حميد، ويؤكد جديتها في القضاء على مشكلة المباني المزمنة، إلا أنه في الوقت ذاته عبرة اقتصادية تنموية، وربما يكون سبباً مقنعاً في تغيير أنظمة تخطيط الأراضي الخام، وتغيير طريقة التعامل مع المرافق أياً كان نوعها. التعلم كما العبادة ومثلهما الترفيه، كلها أشياء تحتاج إلى مكان لممارستها، لم يعد مقبولاً «كروتة» الأماكن، ولم يعد مقبولاً من الجميع، وبات بديهياً أن تكون أماكن ممارسة الحياة لائقة بالمعنى، معنى الحياة، قبل أن نستشرف أن تكون حياة كريمة، وجميلة في وطننا الأجمل. [email protected] @mohamdalyami