يستغل أصحاب الهوايات مواسم وفترات محددة من السنة، من أجل إشباع رغباتهم والاستمتاع بهواياتهم المفضلة واكتشاف مهاراتهم وصقلها، إذ إن بعضاً من تلك الهوايات تكون محفوفة بالمخاطر، ويمكن أن يتأذى منها ممارسُها، كما هي حال الشاب ماجد الكعبي الذي يهوى حياة الزواحف والحشرات والحيوانات، ويزداد سعادة في كل مرة يمسك فيها بأحدها. إذ يستغل الكعبي، وهو في الثلاثينات من العمر، موسم التقلبات الجوية في منطقة جازان؛ للبحث عن الزواحف والحشرات الغريبة التي تظهر مع هطول الأمطار، لافتاً إلى أن التقلبات الجوية والعواصف الرملية تجبر الزواحف والحشرات على الخروج من جحورها، وتضطرها إلى البحث عن طعامها. وأكد الكعبي أنه يهوى مطاردة المخلوقات الغريبة من الحشرات والزواحف والحيوانات منذ أكثر من عشر سنوات، مضيفاً: «أبحث عنها وأداعبها وأصوِّر معها، ومن ثم أخلي سبيلها؛ لتعيش في طبيعتها، فإذا احتاجت مني إلى مساعدة أو علاج إثر تعرضها للعنف من الظواهر الطبيعية أو بفعل المخلوقات الأكبر والأشرس منها، أعالجها وأعتني بها في مزرعتي، ثم أطلقها في الموقع نفسه الذي وجدتها فيه». وذكر أنه عثر أخيراً على «حرباء» وتابع تحركاتها، موضحاً: «داعبتها وفحصتها، ثم أخليت سبيلها وراقبت سلوكها، إذ غيرت لونها في كل بقعة تكون فيها». وبين الكعبي أن من بين الزواحف التي تابعها أخيراً ثعباناً يبلغ طوله نحو مترين من النوع السام كان يعيش على شجر «البزروميا» أسقطته الرياح من أعلى شجرة إلى موقع قريب، مضيفاً: «أمسكت به وتأكدت من أنه لم يتعرض إلى أية جروح أو تأثر من جراء سقوطه، فوضعته في صندوق خاص إلى أن أحسست أنه يحاول الخروج فذهبت به إلى الموقع نفسه وأطلقت صراحه». وعن طريقة الإمساك بالثعابين ومعرفة أنواعها السامة، أكد أنه يتعامل مع جميع الثعابين بأسلوب واحد، سواء أكانت سامة أم غير سامة، موضحاً: «أضغط خلف الرأس من الجانبين بأصبع الإبهام والوسطى، كما أضغط بالسبابة بأعلى رأسه لأضمن عدم اعتدائه عليَّ، وأمسك بيدي الأخرى ما بين البطن والذيل لاختبار قوة الثعبان». وأشار إلى أنه يتابع جسد الثعبان لمعرفة وجود أية جروح فيعالجه ليومين أو ثلاثة ثم يطلق سراحه حين يشفى. وبين أنه يبحث عن العقارب والقنافذ وأنواعاً من الضفادع، إضافة إلى أنواع غريبة من الجراد والحشرات، واصفاً عشقه لهذه الهوايات منذ 10 سنوات، إذ كان يذهب إلى مواقع عالم الأرض والحيوانات. وأشار إلى أنه يحرص على متابعة الأفلام الوثائقية عنها، ويطلب كتباً من خارج المملكة عن علم الحيوانات والحشرات، حتى توافرت لديه الرغبة في دخول تجربة الإمساك بالزواحف والحشرات الخطرة، مضيفاً: «كانت تجربتي رائعة مع إمساك أول ثعبان، حينها كنت مرتبكاً إلى أن تعودت فيما بعد وأصبحت أشعر بالسعادة في كل مرة أزيد من معدل الإمساك بحشرات وزواحف جديدة».