أرجأ الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عقد لقاء وطني واسع لمؤسسات الدولة وقادة الأحزاب كان مقرراً أمس إلى غد السبت ليتسنى له توحيد الجبهة الداخلية لحزبه «المؤتمر الشعبي» المنقسمة بينه وبين سلفه، وذلك في سياق سعيه لتحقيق اصطفاف وطني عريض في مواجهة تهديد الحوثيين الذين يطوقون صنعاء ويحاصرون فيها عدداً من الوزارات استعداداً للسيطرة عليها. إلى ذلك تظاهر الآلاف أمس في مدينة عدن دعماً للرئيس هادي ودعوته إلى الاصطفاف الوطني، عطفاً على تظاهرات مماثلة في عموم المدن اليمنية في الأيام الماضية تأييداً للاصطفاف ورفضاً لتهديد الحوثيين. وأكد هادي خلال ترؤسه أمس اجتماعاً للجنة العامة لحزبه المؤتمر الشعبي أنه أحال رؤية الحزب لحل الأزمة مع الحوثيين على لجنة خاصة للنظر فيها، إلى جانب مقترحين آخرين لكل من الحزبين الاشتراكي والناصري، أملاً في التوصل إلى حل سلمي يحول دون أسوأ الخيارات التي تنتظر صنعاء. وطلب هادي من «اللجنة العامة وهي أعلى سلطة في الحزب، التحلي بالصفات الوطنية الجامعة والتمسك بها» كما أثنى على مواقف الحزب وقال: «المؤتمر هو صانع الحلول ومتجاوز الأزمات بشجاعة وتنظر إليه القوى السياسية في الخارج والداخل بصفته السياسية الوسطية القادرة على تخطي العقبات والتحديات». ورفض هادي أن يشاع عن الحزب أنه منقسم بينه وبين سلفه صالح الذي لايزال يتزعم الحزب بينما يتولى هادي فيه منصبي النائب الأول والأمين العام، وقال: «اليمن اليوم يمر بمنعطف خطير فرضته جماعة الحوثي ولا نريد أن يشاع أن المؤتمر منقسم مثلاً بين الرئيس والزعيم (صالح)، نحن يجب أن ننبذ الانقسام» . وانتقد الرئيس اليمني تصعيد الحوثيين وحذر من إذكاء الفتنة الطائفية والمذهبية، لافتاً إلى دور خارجي يقف خلف الأزمة، في إشارة إلى تدخلات إيران ودعمها الحوثيين، وقال: «مشكلتنا في اليمن هي القفز من أزمة إلى أزمة وأن بعض القوى والجماعات يعمل على خلق الأزمات من أجل مصالح وأجندات داخلية وخارجية، وهناك ربما تجارب لأطماع إقليمية وربما مذهبية». وصعد زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي من خطابه المتحدي إثر فشل مفاوضات سابقة في التوصل إلى حل مع الجماعة التي تشترط إقالة الحكومة وتشكيل حكومة شراكة، كما تشترط إلغاء قرار زيادة سعر المحروقات وإشراكها في قرار الدولة السياسي، وكذا إعادة النظر في قرار إنشاء الهيئة الوطنية المشرفة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وكتابة الدستور. وهدد الحوثي في خطابه الأخير بأن المرحلة الثالثة مما يصفه ب «التصعيد الثوري» لجماعته، ستكون أكثر إيلاماً وإزعاجاً، في وقت يحتشد آلاف المسلحين من أنصاره في مخيمات على مداخل صنعاء الرئيسة كافة وحول عدد من الوزارات، من بينها الداخلية داخل العاصمة». ويواجه الرئيس أكبر تحد أمام العملية الانتقالية منذ بدئها في العام 2011، جراء التصعيد الحوثي الأخير، ويسعى إلى تحقيق اصطفاف القوى السياسية حوله لتشكل داعماً لأي قرار يتخذه في مواجهة الحوثيين إذا لم يرضخوا لاحقاً لاتفاق توافقي مع الأطراف كافة ينهي الأزمة». وكان هادي أمر برفع الاستعداد القتالي في صفوف الجيش وقوات الأمن في محيط صنعاء، فيما ذكرت المصادر الرسمية أمس، أن مسؤولين من وزارة الدفاع بقيادة نائب رئيس الأركان عبد الباري الشميري تفقدوا ثلاثة ألوية للجيش ترابط في محافظة صعدة حيث معقل الحوثيين، وأمروا قادتها «برفع الجاهزية الفنية والقتالية لضمان التنفيذ الإيجابي والمتميز لما يسند إلى المقاتلين من مهام وواجبات تجاه أمن واستقرار الوطن وسلمه الاجتماعي».