اتخذت الحكومة الفلسطينية أمس سلسلة إجراءات شملت تخفيض أسعار الوقود وغاز الطبخ بغية الحد من الاحتجاجات الجارية في الضفة الغربية. في هذه الأثناء، أعلن رئيس الوزراء الهندي مانوهان سينغ خلال زيارة الرئيس محمود عباس نيودلهي، عن تقديم عشرة ملايين دولار لموازنة السلطة للتخفيف من أعبائها المالية. وفي رام الله، قال رئيس الحكومة الدكتور سلام فياض في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع الوزاري الأسبوعي، إن الحكومة ستعمل لتعويض العجز الناتج من خفض أسعار الوقود إلى ما كانت عليه في آب (أغسطس) الماضي، من خلال اقتطاع في رواتب كبار الموظفين في السلطة. كما قررت الحكومة تقليص ضريبة القيمة المضافة إلى 15 في المئة. وأوضح فياض أن هذا الحد هو الممكن حالياً، مشيراً إلى اتفاق باريس الاقتصادي مع إسرائيل الذي يحدد الغلاف الجمركي بين الجانبين عند هذا الحد الأدنى. وقررت الحكومة أيضاً إجراء تقليص إضافي في نفقات الوزارات والمؤسسات الحكومية، باستثناء وزارات الصحة والتعليم والشؤون الاجتماعية. وقال فياض إن ذلك يشمل وقف التزام أي نفقات جديدة تتعلق بمهمات السفر والإيجارات والمصاريف الإدارية، خصوصاً المتعلقة بالمواصلات والمحروقات في المؤسسات الرسمية، إلى حين تجاوز الأزمة المالية الراهنة. وأشار إلى أن القرارات تشمل إعادة أسعار كل من الديزل والكاز وغاز الطهي إلى ما كانت عليه في نهاية آب (أغسطس). وكان سعر الديزل ارتفع من 6.60 شيكل للتر إلى 7.15 شيكل، كما ارتفع غاز الطهي من 2.94 شيكل إلى 3.32 شيكل، ما أدى إلى تفجر احتجاجات اجتماعية واسعة شملت مناطق الضفة الغربية المختلفة. وقال فياض إن الحكومة ستصرف نصف راتب آب (أغسطس)، وبما لا يقل عن ألفي شيكل (500 دولار) اليوم. وشملت القرارات تشديد الرقابة لمنع الارتفاع غير المبرر في أسعار السلع الأساسية، إضافة إلى دفع الاستردادات الضريبية إلى قطاع الزراعة خلال أسبوعين وإعطاء الأولوية للمعاملات المستقبلية التي تخص هذا القطاع. وأشار فياض إلى أن المجلس أكد حق الشعب المطلق في التعبيرعن رأيه بالوسائل السلمية والديموقراطية، وأنه دان بشدة كل أعمال الفوضى والاعتداء على الممتلكات الخاصة والمنشآت العامة وأفراد الأمن الذين قال انهم أبدوا كل الحرص على ضمان وصون حرية التعبير. في هذه الأثناء، أفادت وكالة «سما» بأن رئيس وزراء الهند اعلن خلال زيارة عباس نيودلهي تقديم عشرة ملايين دولار إلى موازنة السلطة للتخفيف من الأعباء المالية. كما وقع الجانبان ثلاثة اتفاقات تشمل بناء مدرستين في أبو ديس ونابلس، وتقديم تجهيزات وتدريب في مجال تكنولوجيا المعلومات لوزارة الاقتصاد الوطني وجامعة القدس، واتفاقية للتدريب المهني بالتعاون مع وزارة العمل. وثمّن عباس موقف الهند حكومة وشعباً الداعم لقضية فلسطين العادلة واستقلالها، بما في ذلك التصويت مع فلسطين في «منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة» (يونيسكو)، وفي الأممالمتحدة.