واشنطن - «نشرة واشنطن» - قررت مدينة شولا فيستا الأميركية، أن تستعمل بقايا زيوت الطهي لصنع وقود حيوي لتشغيل الشاحنات التي تملكها البلدية، في خطوة لم تفاجئ أحداً لأن المدينة معتادة أن تكون «خضراء». ولا عجب في ذلك، لأن شولا فيستا القريبة من الحدود مع المكسيك، تقع في ولاية كاليفورنيا التي اشتهرت بسياساتها لمصلحة البيئة. وتعاقدت المدينة مع شركة تجمع شحوم الطهي المستعملة من المطاعم في المنطقة وتحولها إلى وقود ديزل حيوي بدرجة 20 في المئة. ويسلّم المقاول هذا الوقود إلى خزان جديد للديزل أنشأته المدينة بمساعدة منحة من وزارة الطاقة الأميركية. وخلال الأشهر الأخيرة، دعمت الحكومة تنفيذ مشاريع عبر البلاد تشمل تحويل بقايا شحوم الطهي إلى ديزل حيوي. دعم الطاقة النظيفة وتلقت مدينة شولا فيستا نحو مليوني دولار من ضمن منحة فيديرالية غير مقيدة لكفاءة الطاقة وللمحافظة على البيئة، من أجل إنشاء خزان للديزل الحيوي وغيره من المشاريع البيئية. وتساعد هذه الأموال أيضاً في تسديد تكاليف تركيب ألواح شمسية في 9 مبان حكومية في المدينة وكذلك لأجل رفع مستويات كفاءة الطاقة في المنازل. ومُولت هذه المنحة غير المقيدة وفقاً للقانون الأميركي للانتعاش الاقتصادي وإعادة الاستثمار الصادر عام 2009، والذي يهدف إلى المساعدة في خفض انبعاثات غازات الوقود الأحفوري، وإيجاد وظائف في قطاع الطاقة النظيفة والمحافظة عليها. ولدى مدينة شولا فيستا، البالغ عدد سكانها 224 ألفاً، مجموعة عمل لتغير المناخ يستطيع المواطنون من خلالها الإدلاء بأصواتهم لدعم مشاريع معينة تساعد المجتمع المدني في خفض انبعاثات غاز الاحتباس الحراري. وقال مدير الموارد البيئية في المدينة برندان ريد: «إعادة تدوير زيوت الطهي كانت موجودة على قائمة رغبات المجموعة منذ فترة من الزمن». ولأن المدينة اختارت مزيجاً من الديزل مكوناً من نسبة 20 في المئة من زيوت الطهي و80 في المئة من البترول، فلم يتوجب عليها إجراء أي تعديلات على الشاحنات لديها التي يتجاوز عددها 125 والتي ستعمل بالديزل المعدل. ويسعى المسؤولون في المدينة الى تمديد شرط استعمال الديزل الجديد ليشمل المقاولين الذين يقدمون الخدمات العامة للمدينة. والشركة التي تجمع النفايات، على سبيل المثال، تحوّلت إلى استعمال الوقود الجديد. قبل التحول إلى الوقود الأحيائي، كانت المدينة تستلم كمية جديدة من الوقود مرة أو مرتين في اليوم. أما خزان الوقود الأحيائي فهو واسع بما يكفي لاحتواء كمية من الوقود تخدم شهراً كاملاً، ما يتيح لمدينة شولا فيستا أن تخفض تكاليف نقل الوقود، التي تعوض عن الكلفة الأعلى للديزل الحيوي، في «سيناريو يتعادل فيه الربح والخسارة»، بحسب ما قال ريد. رؤية للمدى الطويل خلال أعياد فصل الشتاء، وفّرت المدينة لكل الذين لديهم مصابيح متوهجة لزينة الأعياد الفرصة لاستبدال ثلاث أشرطة، منها بأضواء دايودية كفوءة في استخدام الطاقة. كما تعير مكتبة المدينة أجهزة مراقبة تساعد المقيمين على قياس مقدار الطاقة التي تستهلكها الغسالات، وأجهزة التلفزيون، وأجهزة الكومبيوتر، وغيرها من الأجهزة المنزلية. كما يجب أن تكون كل الأبنية الجديدة في المدينة مجهزة مسبقاً بأسلاك لتوصيلها بألواح شمسية. وفي هذه الأثناء، أوقف تشغيل محطة توليد للطاقة تعمل بالغاز يعود تاريخ إنشائها إلى 60 سنة خلت بعد أن أصبح من الواضح أن طلب المدينة على الطاقة بات أقل مما توقعته الولاية. وقالت مديرة برنامج تغير المناخ لمركز كاليفورنيا للطاقة المستدامة أندريا كوك، ان «شولا فيستا تبرز لأنها المدينة التي تملك إرادة سياسية للعمل». وأضافت: «رئيس البلدية والمجلس البلدي يقبلون باتخاذ قرارات صعبة للتحرك قُدماً بالنسبة لبرامج تؤمن كفاءة الطاقة، وتُقلص استخدامها، وتُخفّض انبعاثات غاز الاحتباس الحراري خلال الأوقات الاقتصادية الصعبة. ونجحت هذه القرارات في توفير المال في موازنة المدينة، التي تحتفظ ببيانات تثبت ذلك.