يُصنف الإعلام الرياضي السعودي على أنه الأكثر مساحة في حرية الرأي مقارنة بغيره من صنوف الإعلام الأخرى، وهذا في رأيي ورأي كل من عملوا ويعملون في الإعلام الرياضي بكل أشكاله صحيح، والدليل أن لا حدود للنقد في الإعلام الرياضي، لكن استمرار الوضع بهذه الطريقة من دون وجود الرقابة المسؤولة، لن تقود إلا إلى مزيد من الفوضى والانفلات والتجاوزات. ذلك أن صناع هذا النوع من الإعلام المنفلت غير مدركين لحجم وفداحة وخطورة ما يقومون به، وما يتناولونه في عناوينهم الرئيسية وآرائهم المباشرة، ومن خلال خبرتي العملية في الصحافة الرياضية التي امتدت لأكثر من 20 عاماً، فإنني أؤمن «أيّما» إيمان بأن الصحافة الرياضية لا بد أن تكون ناقدة، ولكن بمنهاج النقد الهادف البناء. أما التجاوزات والإساءات فهي تخرج كاتبها وقائلها عن دروب النقد وأساسياته، إلى منحى آخر ليس له علاقة بمفهوم الصحافة التي تحمل لواء الرأي الحرّ! ولعل ما تناولته بعض الصحف والبرامج الرياضية، وعدد من النقاد الرياضيين في الأيام الماضية قبل وبعد مباراة منتخبنا مع إسبانيا من عبارات استهزاء وتهكم وإساءات بحق «منتخب الوطن»، ليجعل الإنسان العادي يتساءل: «هل هذه صحافة سعودية..؟». إننا اليوم أمام «نفق» كبير، نحتاج معه إلى من يبصرنا ويقودنا إلى بر الأمان، بعد أن فقدت بعض الصحافة الرياضية، وليس الكل إلى الرقابة الذاتية، وتحمل المسؤولية باقتدار..! صحيح أن المنتخب «مو عاجبنا» منذ خمس أو ست سنوات، لكنني لست مع هذه الطريقة في النقد للمنتخب ولاعبيه التي وصلت إلى حد التجريح الصريح، والسخرية..! وإذا كنا سنعترض على أن نلاعب إسبانيا ودياً، فهل بإمكاننا أن نرفض مقابلتها رسمياً في كأس العالم، ثم أين دورنا الداعم والمساند لهذه الخطوة الجريئة التي طالبنا بها منذ أعوام عدة..؟ إن المنتخب في حاجة إلى النقد، بل الكرة السعودية ككل هي في حاجة إلى النقد الموضوعي، وإلى التحليل المبني على رؤية الخبراء، وتلك نواقص واضحة وغائبة عن صحافتنا الرياضية! زاوية: إذا لم تستطع أن تعيش التفاؤل، فلا تجبر من حولك أن يعيشوا إحباطاتك! [email protected]