لم ألتقِ الرئيس العام ورئيس اتحاد كرة القدم الأمير نواف بن فيصل سوى مرة واحدة، كانت عام 2006 أثناء زيارته مجمع عكاظ الصحافي، ويومها كنت أشغل منصب رئيس تحرير مجلة «النادي». كان من ضمن برنامج الزيارة لقاء مع الأمير الشاب، واستمر اللقاء الودي معه لأكثر من ساعة في حضور رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» آنذاك، الدكتور عبدالعزيز النهاري وزملاء القسم الرياضي في الصحيفة، ولأن الانطباعات الأولى تدوم، فقد لمست من حديثه طموحاً كبيراً، وفلسفة مختلفة لشخصية قيادية، وكان من أبرز ما يميزه وضوحه وصدقه وتقبله للآراء بروح قلَّما تجدها في مسؤول آخر. اليوم يتولى هذا الأمير الشاب مسؤولية قيادة الشباب، وهي مسؤولية سلّمها له ولي الأمر (حفظه الله)، ما يمثل تحدياً لهذا الأمير الشاب، وهو يتسلم مهمة رئاسة واحدة من كبرى الوزارات في الدولة أهمية وحراكاً، وبالتأكيد، فإن الأمير نواف بن فيصل ليس في حاجة إلى أن أمدحه مع أحقيته بالمديح، ولكنه في حاجة أكثر إلى الدعاء له بالتوفيق في منصبه ومهامه الجسام، خصوصاً أن موقعه ك«مسؤول أول» في رعاية الشباب واتحاد كرة القدم تجعل منه شخصية «تحت الأنظار». في وزارات أخرى هناك عمل، وهناك مشاريع تنفذ في أوقات محددة قد يصل بعضها إلى سنوات، وفي رعاية الشباب هناك عمل وتخطيط وبرامج، غير أن نتائجها تظهر في أيام وأشهر، فتتعرض لحكم عاجل وقاسٍ، فإذا أخطأت لجنة ما في إصدار قرار، كتبنا وصِحنا وقلنا اتحاد كرة القدم، وإذا أخفق أحد منتخباتنا في مباراة واحدة اتهمنا اتحاد كرة القدم بعدم الاهتمام وسوء الإعداد، وحملناه مسؤولية ما حدث..! انظروا كم من القنوات الفضائية التي تتحدث ليلاً ونهاراً عن كرة القدم السعودية، وعليكم أيضاً أن تحصوا عدد الصفحات الرياضية والبرامج الرياضية التلفزيونية منها والإذاعية، وقارنوها بما يحدث في قطاع آخر غير قطاع الرياضة والشباب..! ومع ذلك، فالإعلام الرياضي بكل قنواته، سيجيّر لك مع أي إنجاز، وسيتحول إلى ناقد وجلاد عند أي إخفاق أو قصور، وهذه إحدى مهام الإعلام، كونه وسيلة للرأي الحر والمستقل. ولذلك سميت الصحافة ب«السلطة الرابعة»، والصحافة هنا بمعناها الشامل بما فيها التلفزيون والإذاعة، ولها الصلاحيات المطلقة في طرح الآراء، وأسلوب النقد من دون تجريح أو تعدٍّ، وفي حدود العمل والمهنية الصحافية. ولعلي وكثير مثلي لمسنا تقدير الأمير نواف للإعلام الرياضي، وقربه من الإعلاميين، ما كوّن نوعاً من الصداقة، تأكدت كثيراً من خلال مداخلات الأمير مع البرامج الرياضية وتعليقه على كثير من النقاشات والأطروحات، وتقبله لكل رأي، حتى وإن كان يخالفه. ما أود التأكيد عليه هنا، أن الرياضة السعودية ب«ألف خير»، ولا يعني عدم الفوز في مباراة، أو حتى عدم الوصول إلى نهائيات كأس العالم (لا سمح الله)، أن نحكم على اتحاد كرة القدم، وعلى رئيسه بالفشل، إننا كإعلام مطالبون بالنقد، ولكنه النقد الموضوعي الذي يقوّم العمل حتى وإن كان قاسياً، بشرط ألا يلغي دور القائمين عليه، أو يتجاهل جهودهم، فكرة القدم السعودية كانت وما زالت تمثل واجهة كرة القدم الآسيوية. [email protected]