لا شك أن الجماهير الوحداوية والأطياف المكية كافة، تحترم كثيراً رئيس نادي الوحدة علي داود، فهو رمز وحداوي ورياضي ليس على مستوى مكةالمكرمة فقط بل على المستوى السعودي بشكل عام، ولا شك أن داود عندما قبِل بالمهمة الشاقة كانت لديه طموحات وآمال بأن يصنع شيئاً يذكره التاريخ في النادي «المكي» ليعيد زمنه الذهبي، وقد تفاءل الجميع بقدوم أحد رموز الجيل الذهبي لنادي الوحدة رئيساً، ولكن وبكل أسف أثبتت الأيام الأخطاء التي ارتكبت على المستويين الفني والإداري، أن «الجيل الذهبي» لنادي الوحدة لا يمكن أن يعيد أمجاده في زمن «الاحتراف»، فالزمن اختلف وتغير ولم يعد هناك مجال ليعود الزمن إلى الوراء. كوكب الشرق «أم كلثوم» غنّت ساخرة من رغبة من يتمنى أن يعود الزمن وقالت: «عايزنا نرجع زي زمان قول للزمان ارجع يا زمان»، فقد وقعت إدارة علي داود بحسن نية في أخطاء عدة، إضافة إلى إبعاد أعضاء شرف الوحدة، وحل مجلسهم، وتهميش رئيسهم السابق، ارتكبت إدارة الوحدة أخطاء بعيدة عن «الاحترافية»، فهي لم تفاوض بعض لاعبي الوحدة المهمين قبل دخول «الفترة الحرة» لتجديد عقودهم، أو بيعها قبل دخول هذه الفترة، وبالتالي يكون النادي قد استفاد من اللاعبين إما بتوقيعهم أو ببيعها والاستفادة من قيمة عقودهم، ولكن مع الأسف إدارة «الزمن الجميل» كانت في سبات عميق، ولم تقدم على تلك الخطوة في الوقت المحدد، إذ تفاجأت بتوقيع كل من «سلمان الصبياني وعلي مدخلي وأيمن فاضل وسلمان الزبيدي» من دون أي عائد مادي للنادي، أي «ببلاش»! وهناك 7 لاعبين آخرين دخلوا «الفترة الحرة»، ويحق لهم التوقيع لأي نادٍ من دون «ريال واحد» يدخل لخزانة النادي، أمثال «أحمد الفهمي وعساف القرني وعبدالعزيز البيشي وعبدالعزيز المنصور وإبراهيم جوني وثنيان المطرفي وأحمد القرشي»، وهؤلاء عقودهم كلها حرة «مسجاة» على قارعة الطريق، ولهم إمكان التوقيع لأي نادٍ آخر من دون مقابل، فهذا كله ضياع لمكتسبات وحقوق الكيان الوحدواي، ولو تعاملت «الإدارة» بشكل صحيح وفي الوقت المناسب لباعت عقود من لا يرغب بالتجديد، واستفادت هي من هذه المبالغ أولى بها لتجديد عقود بقية اللاعبين، وتسيير أمور النادي، حتى وان لم تلقَ الدعم من أعضاء الشرف الذين لا ترغب في وجودهم، الا أنها أغفلت هذا الجانب أو لا تعرفه مما جعلها في موقف لا تحسد عليه، ولا ننسى أيضاً ذهاب ماجد بلال وأحمد الموسى أصحاب الخبرة بالمجان لأندية أخرى. هذه التصرفات كافة غير «المحترفة» وغيرها جعلت النادي ورئيسه علي داود في مأزق كبير، كونه لم ولن يستفيد من أي لاعب دخل «الفترة الحرة»، على رغم أن جلهم صغار في السن وموهوبين، ومن الممكن توفير ما لا يقل عن 50 مليون ريال من عقودهم في حال تصرفت الإدارة بشكل احترافي وصحيح، كما يحدث في الأندية الكبرى. ونعود لنقول إن علي داود يبقى رمزاً وحداوياً شامخاً، ولكن لكي تنجح رئاسته للنادي «المكي» كان لا بد من إشراك جيل جديد، وفكر جديد، ودماء جديدة في مجلس الإدارة الذي قام بتشكيله لرئاسة النادي العريق، فالرياضة أصبحت صناعة كبرى وعلماً يدّرس، ولكل زمان إدارة ورجال. [email protected]