الأحداث في نادي الوحدة المكي تزداد سخونة في الأعوام الماضية بطريقة «دراماتيكية» غير متوقعة. وكل ما يستشعر الجمهور الأحمر بالهدوء النسبي، تعود الرياح لتهب مرة أخرى. ولسان حالهم يردد مع الشاعر دايم السيف: «كل ما قلت هانت جد علم جديد». هذه المرة جاءت الرياح بما لا يشتهيه الرئيس الوحداوي السابق جمال تونسي، الذي ذهب ضحية مستشاريه غير الأكفاء، والأخطاء الإدارية غير المنطقية، ومجلس الإدارة الصامت الذي لا يتحرك حتى في أحلك الظروف. ذهب جمال تونسي، استقال أو تمت إقالته، لا يهم. المهم أن الوحدة خسر الكثير بالارتباك الذي وقع في السنوات الماضية، وخسر بالصراعات والاستقالات والتخبطات الإدارية والفنية، وكذلك خسر بالانتخابات المشكوك في صحتها، وخسر الكثير مع محبي الظهور ومحبي الأضواء، وخسر من كثرة اللجان والمجالس وتعدد الآراء ومحبي «الإفتاء» والتنظير. لقد كان نادي الوحدة هو الخاسر الأكبر بلا منازع. انتهت مرحلة جمال تونسي، ولم يكن أحد يتوقع هذه النهاية المؤلمة له ولمحبيه وللجمهور الوحداوي الذي حزن بشدة لهبوط ناديه إلى «الأولى» بأخطاء إدارية، وهو النادي العريق الذي ينظر له مريدوه على أنه مهد كرة القدم في المملكة، فهو في نظرهم كبير يجب أن يبقى مع الكبار. ولا شك في أن تونسي كان رجلاً محباً ومجتهداً، لكنه ارتكب أخطاء فادحة في نهاية فترة رئاسته الثالثة عجّلت برحيله بطريقة لا تليق بتاريخه. ومهما اختلفنا أو اتفقنا عليه يظل رئيساً له تاريخ حفل بإنجازات عدة كان أهمها الميداليات الفضية لكأس ولي العهد لعام 1431، والميداليات البرونزية لكأس خادم الحرمين الشريفين لعام 1427. ولكن للأسف تونسي ومن حوله لم يتمكنوا من كتابة نهاية سعيدة لرئيس تسنم هرم النادي المكي لثماني سنوات متفرقة على ثلاث فترات. والآن بعد أن رحل تونسي يأمل محبو الوحدة أن ينقذ حارس الوحدة السابق في الزمن الذهبي والرئيس المكلف علي داوود الموقف، ويطوّر الأوضاع التي تدهورت بسبب العك الإداري والفني والصراعات التي لم تقف أو تهدأ أبداً، وأن يحقق الاستقرار للنادي الذي عانى من تغيير إداري بداية العام الماضي، ويعاني بداية هذا العام أيضاً من تغيير إداري آخر. ويتمتع داوود بشعبية طيبة لدى الوحداويين بحكم أنه كان لاعباً مميزاً في زمن الوحدة الجميل، إضافة إلى نجاحاته في إدارة المنتخب السعودي، فضلاً عن النجاحات الإعلامية التي حققها داوود مع التلفزيون السعودي ومع صالح كامل في شبكته الفضائية «إي آر تي». والحكم يعد مبكراً على مجلس الإدارة الذي تم تكليفه برئاسة داوود، وضم اللاعبين السابقين الشهيرين كريم المسفر ولطفي لبان، وعدداً من الأكاديميين والكتّاب ورجال الاعمال. ولكن ما يعلمه الجميع أن المهمة لن تكون سهلة أبداً، فنادي الوحدة عانى تخبطاً إدارياً واضحاً تسبب في غياب المنهجية في قيادة النادي. والآمال الكبيرة معلقة على داوود، والجميع يأمل له النجاح في قيادة النادي، الذي احترف أخيراً في تقديم مشاهد الإثارة في عالم كرة القدم السعودي. فهل ينجح في الرئاسة كما نجح في الحراسة؟ [email protected]