تعثرت المحادثات بين وفدي السودان وجنوب السودان بعدما رفض وفد الجنوب اقتراحاً سودانياً في شأن النقطة الخلافية في الشريط العازل بين الدولتين، فيما تباعدت مواقف الطرفين في شأن قضية أبيي، وقررا إغلاق الملف وإحالته على لقاء مرتقب بين الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت باعتبار أن حسمه يتطلب قراراً سياسياً. وطرح وفد السودان المفاوض اقتراحاً لتجاوز الخلافات في شأن خريطة الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي عن منطقة «الميل 14» المتنازع عليها بين دولتي السودان. وعرضت الخرطوم إبقاء المنطقة ضمن خريطة الاتحاد الأفريقي وسحب الجيش الجنوبي منها على أن تتبع إدارتها إلى السودان، لكن وفد جنوب السودان رفض الاقتراح ووصفه بالتعجيزي. وأكدت مصادر قريبة من المحادثات فشل الطرفين في الوصول إلى نقاط اتفاق في شأن قضية أبيي، لاسيما في ما يتعلق بتسمية رئيس برلمان المنطقة وتحديد من يحق له التصويت في الاستفتاء على مستقبل المنطقة. وأصدر فريق الوساطة تعميماً أكد خلاله أن الوفدين أكملا فريق العمل المعني بتوفيق أوضاع المواطنين، مشيراً إلى تشكيل لجنة برئاسة وزيري الداخلية في البلدين لمتابعة قضايا المواطنين في الدولتين. وكانت حكومتا السودان وجنوب السودان وقعتا في وقت سابق اتفاقي إطار في شأن الجنسية وترسيم الحدود بينهما، وتضمن اتفاقهما الخاص بالجنسية تطبيق الحريات الأربع (التنقل والحركة والتملك والعمل) بين مواطني الدولتين. من جهة أخرى (أ ف ب) أعلن متمردو «الحركة الشعبية - شمال السودان» الذين يقاتلون الحكومة السودانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق أمس أنهم صدوا هجوماً للقوات الحكومية السودانية على قريتين يسيطرون عليهما قرب كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان وأجبروا القوات الحكومية على العودة إلى كادوقلي. وقال الناطق باسم الحركة أرنو انتقولو لودي: «حاولت الحكومة الأربعاء السيطرة على قرية دلوكة (13 كلم جنوب كادوقلي) إضافة إلى منطقة أخرى شمال شرقي كادوقلي التي تسيطر عليها الحكومة». وأضاف: «حاولوا مرات عدة السيطرة على هذه المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية شمال السودان منذ بداية القتال في حزيران(يونيو) 2011، لكن أجبرنا القوات الحكومية على العودة إلى كادوقلي وخلفت وراءها تسعة قتلى». ويتعذر التأكد من مصادر أخرى من عدد القتلى لعدم إمكان الوصول إلى جنوب كردفان. وقال الجيش السوداني من جانبه إنه سيصدر بياناً عن الأمر في وقت لاحق. وأكد الطرفان الخميس الماضي وقوع قتال حول قرية حجر الدوم شمال شرقي كادوقلي. إلى ذلك، تلقت الخرطوم طلباً من القاهرة بتسريع إطلاق 21 صياداً مصرياً احتجزتهم السلطات السودانية لاختراق المياه الإقليمية السودانية، فيما أطلقت السلطات المصرية عشرات السودانيين الذين كانت تحتجزهم بسبب اجتيازهم الحدود المصرية خلال بحثهم عن الذهب العام الماضي. وقالت السفارة السودانية في القاهرة في بيان إن السلطات المصرية والسفارة السودانية في القاهرة بدأت في إنهاء إجراءات إطلاق عشرات السودانيين المحتجزين مع كل معداتهم التي دخلوا بها، إلا أن عدم امتلاكهم هويات استدعى التنسيق مع السفارة لاستخراج وثائق سفر لتمكينهم من العودة إلى بلادهم.