أدان مجلس الامن الدولي امس العملية العسكرية لجيش شمال السودان في ابيي ودعا إلى «انسحاب فوري» لقوات الخرطوم من هذه المنطقة المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه.فيما اعلن وزير الدولة السوداني في رئاسة الجمهورية امين حسن عمر ان الجيش السوداني سيبقى في ابيي التي دخلها السبت «لحين التوصل لترتيبات امنية جديدة»، مع تاكيده استعداد حكومة السودان للتفاوض. كما ادان الدكتور نصر الدين الهادى المهدى نائب رئيس حزب الامة القومى المعارض ومسؤول ملف العلاقات مع الجنوب فى الحزب الاشتباك الذى دار بين الجيش السودانى وجيش الجنوب ودعا فى تصريحات ل» المدينة» حكومتى الخرطوم وجوبا إلى ضبط النفس والاحتكام إلى صوت العقل وطالب بإجراء تحقيق محايد تقوم به جهة نزيهة حول الاحداث وبعودة الوضع إلى طبيعته قبل الحادث وتنفيذ اتفاق كادوقلى بالكامل حفاظا على ارواح المواطنين ومنعا لاندلاع حرب بين الشمال فى الجنوب ستؤثر على النسيج السكانى فى مناطق التماس وتطال اثارها 9 مليون مواطن يسكنون على الشريط الحدودى بين الشمال والجنوب الذى يمتد على طول 2 الف كيلومترا وتتركز فيه ثلث ثروة السودان الطبيعية والبشرية. وفى التفاصيل دعا مجلس الأمن الدولي جيش شمال السودان إلى الانسحاب من المواقع التي سيطر عليها في منطقة ابيي التي يتنازعها الشمال والجنوب.وقال في بيان قرأه سفير فرنسا في المجلس ان المجلس يدين أيضا مهاجمة القوات الجنوبية لقافلة للأمم المتحدة في ابيي يوم الخميس. ووصفت سفيرة الولاياتالمتحدة في الاممالمتحدة التصعيد في الموقف في أبيي بأنه «بالغ الخطورة». وقال الدكتور نصر الدين المهدى نائب رئيس حزب الامة القومى المعارض ل» المدينة» ان التوتر الذى يعم المنطقة الان ليس فى صالح المسيرية او دينكا نقوك وسيضر بمستقبل العلاقة بينهما على المدى الطويل وحذر من ان اندلاع اى حرب فى خط التماس بين الشمال والجنوب سيعود بالدمار على الطرفين ورفض ما اسماه بمتاجرة بعض الاطراف بقضية المسيرية وفى سياق متصل قال مسؤولون ان الجيش السوداني سيطر على منطقة أبيي المتنازع عليها وهو أمر اضطر الالاف إلى الفرار ورفع حدة التوتر بين الشمال والجنوب إلى حافة حرب شاملة.وقال مسؤولون في الأممالمتحدة ان الشمال ارسل ما لا يقل عن 15 دبابة إلى بلدة ابيي. وقالت المتحدثة باسم الأممالمتحدة هوا جيانج «معظم السكان في بلدة ابيي فروا منها (السبت) واتجهوا جنوبا. وتفيد أنباء بوقوع اعمال نهب على أيدي مجموعات مسلحة» مضيفة أن عدد سكان البلدة كان يقدر بنحو 20 الف نسمة وقال شمال السودان انه ارسل جيشه لاجلاء القوات الجنوبية التي قال انها دخلت المنطقة في انتهاك للاتفاقات السابقة. واوضح أمين حسن عمر وزير الدولة لشؤون الرئاسة للصحفيين بعد مقابلة وفد لمجلس الامن الدولي في الخرطوم «ان الجيش السوداني يسيطر على منطقة أبيي ويقوم بتطهيرها من القوات غير الشرعية.»وأضاف ان الحكومة السودانية ملتزمة باتفاق السلام غير ان الجنوب يريد ان يفرض بالقوة حلا من جانب واحد.واضاف «نحن مستعدون للتفاوض وملتزمون باتفاق السلام الشامل (2005) واتفاق كادوقلي» الموقع في مطلع العام 2011 بين الجانبين بشأن منطقة ابيي..واكد الوزير ان الجيش السوداني بات موجودا «حاليا شمال نهر بحر العرب وهناك قوة من الحركة (الشعبية) تحاول ان يكون لها وجود في ابيي وهذا غير مقبول نهائيا وفقا لمرجعيات اتفاق السلام الشامل وبروتوكول ابيي والدستور» السوداني. وقال الجيش الشعبي لتحرير السودان “ جيش الجنوب” انه سحب قواته من بلدة ابيي بعد دخول قوات الشمال واتهم قوات الخرطوم بقصف القرى.