لا أظن رجل الأعمال الشيخ سليمان الراجحي يشتري حاجات أسرته بنفسه، وإلا لأدرك أن الألف ريال في هذا الزمان لم تعد الألف ريال التي خبرها في «سوق المقيبرة»، ولا أريد الاستفاضة بالقول إنه قد يكون مكتفياً ذاتياً من منتجات مزارعه ومصانعه إلى درجة تصبح الألف ريال للنثريات، مع زهد واضح عُرفت به حياته كما يخبرنا بين حوار وآخر، كما أنني أتوقع أن الشيخ سليمان لم يعد يرى الأوراق النقدية منذ زمن بعيد، لأن كلمته نفسها «كاش» كافية لوحدها. ولمن لم يتابع، الشيخ سليمان قال لإعلاميين: «أستطيع أن أعيش براتب ألف ريال، وهذا مجرّب، ومن الممكن العمل به بحسب إمكانية الشخص وقبوله للعمل». واستفز هذا القول كثيرين وخاصة من الشباب الذين يحملون بأيديهم أجهزة تكلف ضعف هذا المبلغ، ويستبدلونها ولو بالاقتراض من أحد المصارف!. وكان الراجحي يتحدث ناصحاً الشباب بقبول أي عمل؛ لأنه مفتاح البداية والرزق لمستقبل أفضل، ولا يستطيع أحد القول إن الشيخ سليمان لم يبدأ من الصفر حينما بدأ مع أخيه الشيخ صالح - يرحمه الله - في سوق المقيبرة أيام كان «للهلل والقروش» رنة مختلفة، لكن عبارة «الألف ريال» استفزت الكثير، فغيبت وغطت على كلام جميل للشيخ سليمان، وهو الأهم. ومن هذا قوله: «إن التخصص والأكاديمية ليست كل شيء في العمل، بل الأهم الهواية وحب العمل والإخلاص بعد توفيق الله». وهذه حقيقة، لكن المجتمع مع الحكومة رفعا قيمة الشهادة إلى أعلى المرتبات، فتحولت إلى هدف وحيد أوحد. ومما يذكر للشيخ، وهو غير متخصص، أن ملاحظاته على خطوط الإنتاج والإدارة كانت تدهش المتخصصين، وهي ملاحظات قد تبدو بسيطة، لكن أثرها كبير. من جانب آخر لفهم رأي رجل الأعمال الشهير، فهو يتحدث من موقع المنتج في حين استقبل كلامه مستهلكون!. الحقيقة أنه رجل منتج، ولا يفكر سوى في الإنتاج وتعظيم الأرباح أو الفوائد مهما تباينت الآراء حول أعماله، وكنت أرغب في «اهتبال» الفرصة لاقتراح مشروع للشباب يشيّده الشيخ سليمان، لكن إحدى الصحف وصفته «بالمتخلي عن ثروته حديثاً»، فتراجعت عن ذكر الاقتراح!. www.asuwayed.com @asuwayed