دعت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية إلى إيواء المشردين وتضميد جروحهم ودعم أهالي الشهداء والجرحى في مرحلة ما بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي استمر 51 يوماً بدأ في الثامن من الشهر الماضي وانتهى أول من أمس، وأسفر عن استشهاد 2168 فلسطينياً، بينهم 521 طفلا و297 امرأة، وإصابة 10918 بينهم 3312 طفلاً و2120 امرأة، وتدمير 2853 منزلاً بشكل كامل وإصابة 1082 منزلاً آخر. وعادت بوادر حياة شبه طبيعية إلى قطاع غزة حيث فتحت المحلات التجارية أبوابها وخرج الصيادون بقواربهم إلى البحر، بعدما أمضى الفلسطينيون في القطاع ليلة هادئة بعد دخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ مساء الثلثاء، أعقبه خروج آلاف الفلسطينيين في مسيرات عفوية احتفالا بالاتفاق وإعلان الانتصار. وشددت القوى، خلال مؤتمر صحافي عقدته أمس عقب اجتماع ناقشت خلاله تبعات العدوان، على أهمية تكريس الوحدة الوطنية، مطالبة بعقد اجتماع عاجل للإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية من أجل ترتيب البيت الداخلي وتعميق هذه الوحدة. كما دعت قيادة السلطة الفلسطينية إلى التوجه السريع إلى مؤسسات الأممالمتحدة والتوقيع على ميثاق روما من أجل البدء بمحاكمة الاحتلال على جرائمه وتقديمه لمحكمة الجنايات الدولية. وثمنت صمود أبناء الشعب الفلسطيني والتفافه حول المقاومة، مشيدة بدور فصائل المقاومة في الدفاع عن أبناء الشعب الفلسطيني خلال العدوان. وطالبت بالاستمرار في مقاطعة بضائع الاحتلال الإسرائيلي، وأشادت بدور مصر وكل الدول التي ساهمت في وقف العدوان على القطاع، والتضامن الدولي في أميركا اللاتينية وأوروبا. وكانت مصر أعلنت وقف إطلاق النار بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية اعتباراً من السابعة من مساء الثلثاء بتوقيت القدسالمحتلة. وأصدرت «حماس» أمس «بيان الانتصار» أطلقت خلاله حملة الانتصار في معركة «العصف المأكول» تحت شعار: «شعب غزة يصنع نصره». واعتبر القيادي البارز في الحركة محمود الزهار أن الاحتلال الإسرائيلي فشل فشلاً ذريعاً سياسياً وأمنياً وعسكرياً واستراتيجياً في عدوانه على القطاع. وقال الزهار، أمام حشود الغزيين الذين نزلوا إلى الشوارع فور دخول اتفاق وقف النار حيز النفاذ في شارع عمر المختار الرئيسي في مدينة غزة مساء الثلثاء: «ضربنا نظرية الأمن القومي الإسرائيلي التي ضحكوا بها على العالم 66 عاماً». وأضاف الزهار في أول ظهور له منذ منذ بداية العدوان أن «ما حدث له انعكاسات خطيرة ليس فقط على الكيان الإسرائيلي، بل على الضفة الغربية، مخزون المقاومة الذي لا ينضب»، داعياً إلى «تكرار تجربة غزة في الضفة والقدس وعندها سنعد أياماً للشروع في التحرير». وزاد: «أمامنا مرحلة تحتاج لتحقيق هدفين رئيسيين، الأول ترميم كل بيت هدم ليعود أفضل مما كان عليه، وهذا عهد ووعد المقاومة. والثاني أننا استطعنا أن نصل إلى كل شبر في فلسطين وطبقنا مقولة نغزوهم ولا يغزونا. والمرحلة القادمة لنا والمستقبل للمقاومة وليس للاحتلال». وقال متحدياً إسرائيل: «سنبني مطارنا وميناءنا ولن نأخذ إذناً من أي أحد، ومن يعتدي على مينائنا ومطارنا سنعتدي على مينائه ونقصف مطاره». وجدد الزهار التأكيد على عهد ووعد المقاومة بتحرير الأسرى من سجون الاحتلال بكل الوسائل، داعياً إلى حشد الطاقات في الدول التي يقيم فيها الفلسطينيون لتشكيل نواة جيش التحرير من دون العبث بأمن الدول المضيفة. من جهة أخرى، اعتبر عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي وهو يقف إلى جانب الزهار على منصة نصبت للاحتفال بالنصر أنه «بهذا النصر غيرنا المعادلة». وخاطب الهندي في أول ظهور له «أنتم صنعتم الانتصار بصمودكم، فيما نقول لكل من تآمر علينا إن هذه الجولة لها ما بعدها»، داعياً إلى مزيد من الوحدة بين «حماس» و «الجهاد» وكل الفصائل حتى تحرير كل فلسطين. ووصف النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر مقاومة العدوان بأنها «ملحمة بطولية لم تحدث منذ 60 عاماً». الى ذلك، قال مركز الميزان لحقوق الإنسان إن عدد شهداء العدوان بلغ 2168، من دون احتساب سبعة شهداء مجهولي الهوية تم دفنهم في مدينة رفح، بينهم 521 طفلاً، و297 امرأة. وأضاف «الميزان أن عدد المدنيين من الشهداء بلغ 1666، بينهم 999 قتلوا داخل منازلهم، من ضمنهم 329 طفلاً و212 امرأة. وبلغ عدد الجرحى وفقاً لإحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية 10918، بينهم 3312 طفلاً، و2120 امرأة، وعدد المنازل المستهدفة في شكل مباشر 1082، كما بلغ عدد المنازل المدمرة كلياً 2853 منزلاً. كما دمرت قوات الاحتلال 98 مدرسة، و161 مسجداً، وثماني مستشفيات، و46 مؤسسة أهلية، و50 قارب صيد، وتم استهداف غرف الصيادين في خان يونس وغزة وأجزاء من ميناء الصيادين في غزة. وقتل جندي إسرائيلي ثان جراء إصابته بشظايا قذيفة هاون أطلقت من القطاع قبل ساعتين من وقف النار في تجمع مستوطنات «أشكول» شرق القطاع، فيما أصيب خمسة جنود إسرائيليين بجروح نقلوا إلى المستشفيات للعلاج، أحدهم في حال الخطر. وأشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي هاجم نحو 5085 هدفاً في القطاع خلال العدوان. وأضافت أن نحو 70 إسرائيلياً قتلوا خلال عملية «الجرف الصامد»، بينهم 65 ضابطاً وجندياً سقطوا في أثناء المعارك البرية، في حين قتل خمسة مدنيين في سقوط المئات من صواريخ المقاومة على البلدات والمدن الإسرائيلية. وأضافت الصحيفة أن نحو 4500 صاروخ أطلقت من القطاع، بينها 220 صاروخاً سقطت على مبان إسرائيلية، في حين اعترضت القبة الحديدية 708 صواريخ.