صعّدت إسرائيل أمس، لليوم الخامس والأربعين، عدوانها على قطاع غزة، وارتكبت مجازر جديدة أودت بحياة أكثر من 50 فلسطينياً بعد خرقها التهدئة قبل ثماني ساعات من موعد انتهائها منتصف ليل الثلثاء الأربعاء. وبدا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي حققت «إنجازاً» استخبارياً وعسكرياً، هو الأول من نوعه منذ بداية العدوان في الثامن من الشهر الماضي، باغتيالها ثلاثة من كبار قادة «كتائب القسام» جنوب قطاع غزة، بعد يوم من فشلها في اغتيال القائد العام ل»الكتائب» محمد الضيف. (للمزيد) وأجمع مراقبون في إسرائيل على أن اغتيال القياديين الكبار في «حماس»، محمد أبو شمالة ورائد العطار ومحمد برهوم، يوفر لرئيس الحكومة بنيامين نتانياهو «صورة الانتصار» أو «صورة الخروج» من الحرب على غزة، أو «كاسِر التعادل» على حد توصيف معلق عسكري بارز، هذا فضلاً عن أنها تعزز مكانته في حكومته ولدى الرأي العام بعدما اهتزت في الأيام الأخيرة تحت وطأة انتقادات شديدة وجهها بعض وزرائه ومعلقون بارزون على سوء إدارته الحرب على القطاع وإجرائه مفاوضات مع «حماس»، وهي انتقادات دفعت به إلى تقديم بيان للرأي العام، مساء أول من أمس، ظهر فيه غاضباً وعصبياً وتهجم على وزرائه المنتقدين بشدة. وتعهدت «كتائب القسام» في بيان بأن يدفع الاحتلال «ثمناً غالياً» لاغتيال القادة الثلاثة «وجرائمه المستمرة في حق أبناء شعبنا». وارتكبت قوات الاحتلال سلسلة مجازر في مناطق مختلفة من القطاع، حيث استشهد أمس نحو 30 فلسطينياً، بينهم عدد من الأطفال والنساء، ما يرفع عدد الشهداء منذ خرق التهدئة مساء الثلثاء الماضي إلى حوالى 55 شهيداً، ليصل عدد الشهداء منذ بداية العدوان إلى حوالى 2095، والجرحى إلى 10400. وواصلت فصائل المقاومة الفلسطينية الرد على العدوان الإسرائيلي، وأطلقت نحو 250 صاروخاً وقذيفة منذ خرق التهدئة، بينها 168 أول من أمس. في غضون ذلك، تواصلت التحركات السياسية، إذ عقد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد أمس اجتماعاً ثلاثياً ضم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل في الدوحة بحث في «تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، لا سيما آخر مجريات الأحداث في قطاع غزة في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية على القطاع وما من شأنه وقف ذلك» وفق وكالة الأنباء القطرية. إلى ذلك قال نائب الأمين العام لحركة «لجهاد الإسلامي» زياد النخالة إن «المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي لم تنهر»، موضحاً «أننا لم ننسحب (من المفاوضات) وكذلك حركة حماس لم تبلغ المصريين رسمياً بانسحابها من المفاوضات»، مشيراً إلى أن «الباب ما زال مفتوحاً». وأشار إلى أن «الورقة الوحيدة المطروحة (للتهدئة) هي الورقة المصرية» حتى الآن. ولفت النخالة إلى أن «وضع المقاومة جيد وممتاز ولن نتوقف، وأي قصف إسرائيلي سنرد عليه». وكان مجلس الأمن دعا في بيان رئاسي الأربعاء إسرائيل والفلسطينيين إلى استئناف المفاوضات من أجل التوصل سريعاً إلى اتفاق يضمن تهدئة دائمة في قطاع غزة.