أعلن مرشح «الإخوان المسلمين» للرئاسة في مصر محمد مرسي فوزه في جولة الحسم الانتخابية التي تنافس فيها مع المرشح المحسوب على المجلس العسكري الحاكم الفريق أحمد شفيق، وهو ما دعمته نتائج شبه نهائية غير رسمية من مصادر مختلفة. لكن حملة شفيق شككت في النتائج، فيما وعد المجلس العسكري بتسليم السلطة للرئيس «الذي تعلن اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة اسمه»، مشيراً إلى أنه يعد «لاحتفال كبير سيشهده العالم كله آخر الشهر الجاري». ورفضت اللجنة المشرفة على الانتخابات الرئاسية تأكيد نتائج الفرز التي أعلنها القضاة المشرفون على اللجان العامة، مشيرة إلى أنها ستعلن النتائج الرسمية الخميس. وأعلنت أنها أبطلت مئات الأصوات من تصويت المصريين في الخارج بعد شكها في شبهة تصويت جماعي. لكن النتائج التي أعلنها القضاة في اللجان الفرعية بعد فرز أكثر من 98 في المئة من الصناديق، أظهرت حصول مرسي على أكثر من 12 مليوناً و 900 ألف صوت بنسبة 51.8 في المئة وشفيق على نحو 12 مليوناً بنسبة 48.2 في المئة. ووفقاً لما ترشح من نتائج أولية، فإن مرسي تصدر الاقتراع في محافظة البحيرة ب 906 آلاف صوت فيما نال شفيق 638 ألف صوت. وفي دمياط، نال مرسي أكثر من 258 ألف صوت وشفيق أكثر من 202 ألف. وفي الفيوم نال مرسي أكثر من 591 ألفاً وشفيق 168 ألفاً. وفي سوهاج حصل مرسي على أكثر من 531 ألف صوت وشفيق أكثر من 356 ألفاً. وفي أسيوط نال مرسي أكثر من 553 ألفاً وشفيق 346 ألفاً. وفي المنيا حصل مرسي على أكثر من 859 ألف صوت وشفيق 473 ألفاً. وفي الجيزة حصل مرسي على أكثر من مليون و351 ألف صوت وشفيق على اكثر من 900 ألف صوت. وفي الغربية نال مرسي أكثر من 992 ألف صوت وشفيق 583 ألفاً. وفي السويس نال مرسي أكثر من 129 ألف صوت وشفيق أكثر من 76 ألفاً. وفي الإسكندرية نال مرسي أكثر من 993 ألفاً وشفيق 717 ألفاً. وفي شمال سيناء نال مرسي أكثر من 58 ألف صوت وشفيق أكثر من 36 ألفاً. وفي بني سويف نال مرسي أكثر من 462 ألف صوت وشفيق 205 آلاف. وفي أسوان نال مرسي أكثر من 164 ألف صوت وشفيق 152 ألفاً. وفي بورسعيد حصل مرسي على أكثر من 109 آلاف وشفيق أكثر من 130 ألف صوت. وفي الشرقية نال مرسي أكثر من 880 ألف صوت وشفيق أكثر من مليون صوت. وفي كفر الشيخ نال مرسي أكثر من 425 ألف صوت وشفيق أكثر من 342 ألفاً. وفي جنوب سيناء حصل مرسي على أكثر من 122 ألفاً وشفيق على 125 ألفاً. وفي محافظة مطروح حصل مرسي على أكثر من 650 ألفاً وشفيق 161 ألفاً. وفي الفيوم حصل مرسي على أكثر من 591 ألفاً وشفيق على 186 ألفاً. وفي القليوبية حصل مرسي على أكثر من 607 آلاف وشفيق 855 ألفاً، وفي قنا حصل مرسي على أكثر من 287 ألفاً وشفيق على أكثر من 228 ألفاً. وفي الدقهلية حصل مرسي على أكثر من 828 ألفاً وشفيق على أكثر من مليون صوت. وفي المنوفية حصل مرسي على أكثر من 370 ألفاً وشفيق على أكثر من 940 ألفاً. واستبقت حملة مرسي إعلان النتائج الرسمية بتأكيد فوزه بمقعد الرئيس. وقال الناطق باسم الحملة أحمد عبدالعاطي فجر أمس فيما كانت عمليات الفرز في مراحلها الأخيرة إن نتائج أكثر من 97 في المئة من الصناديق وفقاً لمحاضر الفرز التي حصل عليها مندوبو الحملة تشير إلى تقدم مرسي ب12 مليوناً وأكثر من 700 ألف صوت مقابل 11 مليوناً و800 ألف صوت لمنافسه شفيق. وعقد مرسي مؤتمراً صحافياً قال فيه: «الحمد لله الذي هدى أهل مصر إلى هذا الطريق القويم، طريق الحرية والديموقراطية... ولمن قالوا نعم ومن قالوا لا، كلكم أهلي وعشيرتي، كلكم أبناء مصر الأحبة ولكم مكانة غالية في قلبي». وسعى إلى تهدئة مخاوف الأقباط بأن أكد أنهم «جزء لا يتجزأ من مصر المسيحية ومصر الإسلامية... مصر الكنائس ومصر المساجد». وخاطب أهالي شهداء الثورة ومصابيها، قائلاً إن «حق الشهداء والمصابين في رقبتي أن تعود إليهم حقوقهم بالقانون وفي دولة القانون... لا انتقام ولا تصفية حسابات، سنتجه إلى بناء مصر الدولة المدنية الدستورية دولة القانون والديموقراطية الدولة الحديثة». وأكد أنه سيكون «خادماً وأجيراً لشعبي». وشدد على تمسكه بالسلام، قائلاً: «أطلق رسالة سلام إلى كل من يحب السلام في العالم». وفور انتهاء المؤتمر الصحافي، توجه مرسي إلى ميدان التحرير للاحتفال بالفوز وسط أنصاره الذين واصلوا وجودهم في الميدان حتى الصباح. وظلوا يرددون هتافات مؤيدة له ابتهاجاً بتقدمه على شفيق، رافعين صوره وأعلام مصر. لكن إعلان مرسي فوزه قابلته حملة منافسه أحمد شفيق بالإنكار. وقالت إنها لن تعلن أي نتائج قبل تسلم محاضر فرز كل اللجان من مندوبيها. وشككت في الأرقام التي نشرتها حملة مرسي ووسائل الإعلام. وقالت إنها تهدف إلى «إظهار تقدمه». وقال المسؤول في حملة شفيق محمود بركة إن «الحملة تتوقع فوز الفريق شفيق بنسبة ما بين 51 في المئة و 53 في المئة من الأصوات»، ساخراً من إعلان مرسي فوزه. وقال: «أؤكد لمحمد مرسي أن الشعب المصري لن يقبل أن يكون منصب رئيس الجمهورية بوضع اليد»، متهماً جماعة «الإخوان» ب «خطف نتيجة الانتخابات». وأضاف: «ليس من حق أحد سوى السلطات إعلان النتائج ولكن فرز حملة شفيق للأصوات حتى الآن أظهر تقدم شفيق بحصوله على 52 في المئة من الأصوات، لكننا نرفض خرق القانون وإعلان أي أرقام الآن». وأعلنت حملة شفيق أنها ستتقدم اليوم وفقاً للموعد القانوني وبعد فرز نتائج كل اللجان بشكاوى ضد الانتخابات إلى اللجنة العليا للانتخابات، مؤكدة «حقها الأصيل في إلغاء كل النتائج التي أحرزها المرشح الآخر، وبما يضمن نزاهة التصويت وعدم تزييف إرادة الناخبين». واستغربت في بيان «الإعلان المفاجئ من جانب حملة مرسي لنتيجة الانتخابات»، معتبرة أن ذلك «محاولة لفرض أمر من اثنين، إما وضع اليد على منصب رئيس الجمهورية من دون إعلان النتائج الرسمية، أو الادعاء بحدوث تزوير حين تعلن النتائج التي نثق أنها ستكشف تفوق مرشحنا». وقالت إن «تقديراتنا المؤكدة وفق عمليات رصد الحملة لعمليات الفرز حتى الآن تشير إلى أن الفريق شفيق يتقدم بنسبه تتراوح ما بين 51.5 في المئة و 52 في المئة». وأشارت إلى أن «عملية إعلان النتائج تمر بمراحل مختلفة، ومن أهمها عمليات الطعن على النتائج أمام اللجنة العليا للانتخابات وفق ما ينص عليه القانون». وأضافت: «إذا كان استباق حملة الطرف الآخر لإعلان النتائج يعني أنها ليست لديها طعون على تلك النتائج فإن هذا لا ينفي أننا سنستخدم حقنا القانوني في الطعن على نتائج محافظات مختلفة، رغم أن المؤشرات التي بأيدينا بعد ارتكاب المخالفات من قبل المرشح الآخر تثبت أننا متقدمون عليه». واعتبرت أن «هناك الكثير من الثغرات والتجاوزات والمخالفات المؤثرة التي تعرضت لها عملية الاقتراع... العملية الانتخابية تعرضت لعملية انتهاك تمثلت في قيام المطابع الأميرية بطبع بطاقات التصويت لاثنتي عشرة محافظة بطريقة مخالفة للقانون ومواصفات الطباعة المؤمنة، بما في ذلك التصويت المسبق والمطبوع لمصلحة الطرف الآخر، علماً أن مسؤولي اللجنة العليا للانتخابات أعلنوا أكثر من مرة وجود تحقيقات جارية في تلك القضية التي تؤثر جوهرياً على نتائج التصويت». واتهمت أنصار مرسي بعدد من المخالفات، بينها «عمليات شراء الأصوات، وترويع ناخبين ومنعهم من الوصول إلى مقار اللجان، وعمليات غير قانونية في تصويت الناخبين في الخارج خصوصاً في السعودية». وأعلنت حملة مرسي أنها قدمت 144 طعناً معظمها في محافظات الدلتا وأن هناك ثلاث لجان يرفض رؤساؤها قبول الطعون. وقالت إن «قبول هذه الطعون سيعني بالضرورة اتساع الفارق لمصلحة الدكتور مرسي». وأكد نائب رئيس حزب «الحرية والعدالة» عصام العريان ل «الحياة» أن النتائج التي أعلنتها حملة مرسي «تمت بناء على محاضر فرز موثقة حصل عليها مندوبونا في أكثر من 97 في المئة من اللجان، وليست نتائج الحزب». وأكد ياسر علي الناطق باسم حملة مرسي إن مرشحه سيتقدم باستقالته من رئاسة «الحرية والعدالة» عقب الإعلان الرسمي للنتائج الخميس المقبل وأن الحملة سيتم حلها نهاية الأسبوع. وأضاف أن مرسي «يجري الآن مشاوراته واتصالاته مع عدد من الشخصيات الوطنية التي سيستعين بها في تشكيل مؤسسة الرئاسة والتي ستضم نواباً يمثلون كل الأطياف منهم امرأة وقبطي وسلفي وأحد شباب الثورة». وأوضح أن «الأسماء المقترحة لتشكيل مؤسسة الرئاسة ستعلن خلال أسبوع أو عشرة أيام». وأكد المجلس العسكري أنه سيسلم السلطة للرئيس المنتخب نهاية الشهر الجاري. وقال عضو المجلس اللواء محمد العصار إن «القوات المسلحة ستسلم السلطة للرئيس المنتخب في احتفالية كبرى نهاية الشهر الجاري سيشهدها العالم كله». وأضاف أن «مصر دولة ديموقراطية حديثة تُعلي كل قيم الديموقراطية، والقوات المسلحة جزء من هذه الدولة تحافظ على الوطن». وأكد في مؤتمر صحافي مشترك مع عضو المجلس العسكري اللواء ممدوح شاهين أمس، أن «الشعب المصري سيشهد تسليم القوات المسلحة السلطة إلى الرئيس الذي سيعلن انتخابه رسمياً من خلال اللجنة العليا للانتخابات، وأن هذا سيعد دليلاً على أن القوات المسلحة وعدت وأوفت». وأضاف أن «رئيس الجمهورية المنتخب سيتسلم كل السلطات المخولة لرئيس الجمهورية غير منقوصة وبالكامل». وأعرب عن «تمنيات القوات المسلحة للرئيس المقبل بالتوفيق»، مؤكداً أن «الرئيس سيفعل كل ما في وسعه لمصلحة البلاد ومواجهة المشكلات والتحديات الداخلية والخارجية وأن الشعب يجب أن يقف خلف رئيسه». أما شاهين فأكد أن من سلطات رئيس الجمهورية تعيين الحكومة ونواب رئيس الوزراء والوزراء ومنهم وزير الدفاع كما من حقه إقالتهم أيضاً. وأوضح أن «القوات المسلحة ليست بعيدة عن المشهد السياسي ولكنها لا تتدخل في أعمال أي سلطة». وكانت اللجنة العامة المشرفة على انتخابات المصريين المقيمين في الخارج عقدت اجتماعاً أمس برئاسة الأمين العام للجنة الانتخابات الرئاسية القاضي حاتم بجاتو في مقر وزارة الخارجية لإعلان نتائج تصويت المصريين المغتربين. وقال بجاتو: «لدينا 140 لجنة خارج مصر منها 138 لجنة وردت نتائجها من دون مشاكل ولكن بعثتي سفارتنا في الرياض وبريتوريا أكدتا أن هناك مشاكل في التصويت». وأضاف: «في الرياض قام مندوب المرشح أحمد شفيق بالطعن في صحة 3000 صوت نتيجة تصويت جماعي، مستنداً في ذلك إلى أنهم جاؤوا من نفس شركة البريد ونفس الخط». وفيما يخص بريتوريا، أوضح أن «هناك 234 مظروفاً جاؤوا من أماكن متفرقة معظمهم من كيب تاون أرسلوا في نفس اليوم من مكتب بريد واحد وكان ملاحظاً تشابه الخط المكتوب به معظم المظاريف من الخارج في ما يتعلق ببيانات الراسل وليس الموظف». وأضاف أن «هناك شركة أخرى أرسلت 30 مظروفاً من بينها 20 مظروفاً بنفس الخط أيضاً». وقرر بجاتو بعد المداولة مع اللجنة العامة المشرفة على انتخابات المصريين بالخارج استبعاد 254 صوتاً وارداً في مظاريف بريتوريا. وقال إن «هذا القرار تم اتخاذه في ضوء أنه كانت هناك سيطرة على إرادة عدد من الناخبين للتصويت لمرشح بعينه ما يجعل أصواتهم باطلة من وجهة نظر اللجنة وتم استبعادهم جميعاً».