حتى هذه اللحظة سقطت أو توشك على السقوط جمهوريات الاستبداد والتوريث في كل من مصر وليبيا واليمن وسورية. مصر استبداد مبارك سقطت أولاً خلال أسبوعين من قبل الشعب المصري الذي ناضل كثيراً لمنع التوريث وقال كلمته لجمال مبارك «مصر كبيرة عليك»، ثم انتخب رئيسه محمد مرسي الخارج من المعتقل، فسبحان من يؤتي الملك لمن يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء. أما ليبيا فقد أسقط شعبها جماهيرية الاستبداد بالقوة المسلحة وهزم الأخ القائد وقتله هو وعدداً من أبنائه وينتظر ابنه سيف الاسلام القذافي - الذي كان سيخلف أبيه - محاكمة على جرائمه خلال الثورة وما قبلها. والآن أصبح لليبيا برلمان منتخب يسيطر عليه الليبراليون الذين وعدوا الشعب الليبي بنهضة البلاد وإعمارها وطي صفحة الطاغية الى الأبد. وفي اليمن السعيد أطاح اليمنيون الرئيس الديكتاتور ثم انتخبوا رئيساً من الجنوب وأنهوا سيطرة الشماليين الحزبيين على مقدرات الشعب والدولة ثم أطاحوا أولاد الرئيس وأقرباءه في الجيش والحرس الجمهوري ليبدأوا صفحة جديدة متخلصين بذلك من استبداد التوريث. وفي سورية، أوشك التوريث على السقوط بعد قرابة 42 سنة من الاستبداد العائلي الحزبي والسيطرة على مقدرات البلد. فالحكم الرشيد يكون بالانتخاب - أو بمعنى أقرب إسلامياً بالبيعة - وليس بفرض ابن الحاكم المستبد على الشعب والأمة من دون الرجوع اليها. لقد سقطت جمهوريات الخوف والتوريث بالباطل والتسلطية، وليعتبر كل حاكم عربي مستبد - ولم يبق منهم الكثير في الواقع - من التفكير في توريث الاستبداد والظلم.