تواصلت أزمة «الهبوط الحاد» في مستوى المنتخب السعودي الأول، إذ كان الاحمرار هو اللون الذي الطاغي على مؤشر «الأخضر» من خلال المسابقات الدولية والتصنيف الشهري، خصوصاً أنه منذ التراجع الملحوظ في المقاعد التي يحتلها قبل قرابة موسمين من الآن، لم يعد الفريق إلى تحسين أوضاعه، وبات النزول أكثر من مرتبة مصيره، حتى ودّع نادي ال100 ليكون في المرتبة ال 104 في التصنيف الشهري الأخير، «الحياة» بحثت عن إجابات لأكثر من سؤال حول التراجع السريع ل«الأخضر» عبر مسؤولي الأندية في الأحساء، فتمحورت معظمهم الردود حول قصور الأندية في إعداد اللاعبين منذ الفئات السنية، إضافة إلى اعتماد المنتخب على الأسماء المشهورة من دون الالتفات للاعبين الأكثر عطاءً في الميدان، نترككم مع التفاصيل: الاتحاد السعودي يتحمل أكّد رئيس نادي هجر عبدالرحمن النعيم أن الاتحاد السعودي لكرة القدم هو من يتحمل انخفاض مستوى «الأخضر» مضيفاً: «عدم الاهتمام بالفئات السنية للأندية وكذلك عدم اهتمام الاتحاد بالأندية أهم أسباب تراجع أداء المنتخب، فالمدرب الأخير يريد لاعباً جاهزاً من النادي من دون المساهمة والمشاركة مع الأندية في صقل وتطوير وتنمية مهارة اللاعب، كذلك من أسباب انخفاض الرياضة السعودية بشكل عام هو ابتعاد وزارة التربية والتعليم عن الأنشطة والأدوار الرياضية المختلفة، وأنا اتمنى من الرئاسة العامة لرعاية الشباب التنسيق مع وزارة التربية والتعليم، لتنمية وصقل المواهب الرياضية من صغرهم حتى يعودوا بالنفع إلى صالح رياضتنا بشكل عام، وأنا متأكد في حال تنفيذ هذه المقترحات فإن الكرة السعودية ستعود إلى وضعها الطبيعي وبقوة بإذن الله». الملايين دهورت اللاعبين من جهته، شدّد نائب رئيس نادي الفتح سعد العفالق على أن التراجع لم يشمل المنتخب فحسب، بل إنه امتد حتى لامس الأندية، قائلاً: «هبوط مستوى الأندية السعودية منخفض، وهو أحد العوامل التي أدّت إلى تراجع «الأخضر»، كما أن من أسباب التراجع عدم الاحترافية في جوانب كثيرة تتعلق بكرتنا، إضافة إلى منح اللاعب السعودي مبالغ خيالية لا يستحقها، وبعد استلام اللاعب المبلغ يبدأ في تدرج بانخفاض مستواه، وكذلك عدم الاستقرار التدريبي وعدم الاستقرار على تشكيلة واحدة بالنسبة إلى المنتخب، وأنا متأكد بأن خلال السنوات الخمس الماضية، ضُم إلى المنتخب أكثر من 100 لاعب، إذ يجب الاستقرار على تشكيلة واحدة مع تغيير لاعب أو لاعبين بالكثير فقط، حتى تنسجم المجموعة مع بعضها، مثلما حصل لبعض المنتخبات العربية والخليجية التي تفوقت علينا، إذ يفضلون الثبات على تشكيلة واحدة مدة لا تقل عن خمس سنوات، وكذلك وضع خطة عمل طويلة الأجل، والصبر على المدرب واللاعبين وعدم الحكم عليهم منذ وقت باكر، وكذلك يجب على الاتحاد السعودي التنسيق مع الأندية من أجل الاهتمام بالفئات السنية وتطويرهم والاهتمام بمواهبهم». البحث عن المشاهير أعاق حركة «الأخضر» فيما أوضح المدير العام للكرة في نادي الفتح محمد السليم إن أبرز المشكلات التي يُعاني منها المنتخب السعودي هي البحث عن اللاعب الشهير وصاحب الصيت الذائع من دون الالتفات إلى مستواه، وأضاف: «إدارة شؤون المنتخبات بقيادة محمد المسحل تبذل جهوداً كبيرة، وهذا يعني بأن الانخفاض ليس إدارياً، وأن سببه هو أن بعض اللاعبين في حال انضمامهم إلى المنتخب حتى إذا كان في أسوء مستوياته، وهذا يعني أن المنتخب يعتمد على الأسماء من دون النظر إلى المستويات الفنية، وأنا أعتقد أن هناك أسماء تستحق المشاركة مع المنتخب، لكنها لم تحظى بالفرصة، ويجب ضم لاعبين يريدون تقديم الكثير من أجل خدمة المنتخب، والثبات في العناصر وعدم الاستعجال عليهم». «المجاملة» فائقة حمل الحكم السابق موفق الغزال مسؤولية انخفاض مستوى المنتخب إلى وجود «المجاملة» بصورة فائقة، مضيفاً: «اللاعب السعودي يتحمل جزءاً من التراجع، إذ لا يتمتع الكثير من اللاعبين بفكر احترافي كامل، إضافة إلى عدم تطبيق الاحتراف بشكل مهني، مثلما يُعمل به في بعض الدول الأخرى مثل إسبانيا وإيطاليا وإنكلترا وغيرها من الدول التي تطبق الاحتراف بصورة تامة، فالهدف الأول للاعب السعودي هو استلام المستحقات المالية والمطالبة بزيادتها على رغم انخفاض مستواه، كذلك نحمل الأندية جزءاً من انخفاض مستوى الأخضر، هو تدليل اللاعب ومجاملة بعض اللاعبين على آخرين، وأنا أطالب من الاتحاد السعودي لكرة القدم بتثقيف اللاعبين، ومنحهم العديد من الدورات لتعريفهم بمعنى الاحتراف وشروطه وكيفية العمل، كذلك الاهتمام باللاعبين السعوديين (الطلبة) الموجودين في الخارج والمشاركين مع عدد من الأندية الأوروبية والأميركية، لأنهم اكتسبوا الخبرة، وفي حال الاهتمام بكل تأكيد سيقدمون الكثير لكرتنا السعودية، ويجعلونها كرة متطورة».