نفت الرئاسة الايرانية تكهنات بأن اسفنديار رحيم مشائي، رئيس مكتب الرئيس محمود أحمدي نجاد، سيخوض انتخابات الرئاسة العام المقبل. أتى ذلك بعدما لمّح لنجاد، خلال مقابلة مع التلفزيون الايراني بُثّت الثلثاء، الى أن حكومته ستبقى بعد انتخابات العام 2013، ما أثار انتقادات واتهامات للرئيس بأنه يحاول، من خلال سعيه الى ترشيح مشائي، الى استنساخ تجربة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء ديمتري مدفيديف، في تبادل الأدوار بينهما. وأصدر مكتب نجاد بياناً، ينفي نية مشائي الترشح للرئاسة العام المقبل. ويمنع الدستور الايراني أن يحكم الرئيس أكثر من ولايتين، لكنه يستطيع تولي المنصب مجدداً، بعد مرور 4 سنوات على تبوئه. تزامن ذلك مع إعلان مجتبى ثمرة هاشمي، ابرز مستشاري نجاد، أن مشاركة الأخير في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الشهر، ستكون «الأخيرة له في المنظمة الدولية، وسيقدّم عرضاً لزياراته وخطاباته في السنوات الثماني» الماضية. ومشائي مقرّب جداً من نجاد، اذ إن ابنته متزوجة نجل الرئيس، وهو شخصية مثيرة للجدل ويتهمه معسكر مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي بتزعّم «تيار منحرف» يسعى الى تقويض ولاية الفقيه. وكان المذيع في التلفزيون الايراني ذكّر نجاد خلال المقابلة، بأن ثمة «سنة واحدة فقط لانتهاء ولاية حكومته»، فردّ الأخير مبتسماً: «كيف تعلم أنها ستكون آخر سنة للحكومة؟ الحكومة جزء من الأمة الايرانية الباقية أبداً». «نجاد ليس بوتين» وأثار ذلك عاصفة ردود، اذ اعتبر النائب محمد دهقان، وهو عضو في رئاسة مجلس الشورى (البرلمان)، أن نجاد «استغلّ» المقابلة للتلفزيون الايراني، ليبدأ تطبيق «خطة رئاسية مشابهة لتبادل بوتين – مدفيديف»، مضيفاً: «على الرئيس أن يدرك أن ايران ليست روسيا وانه ليس بوتين، و (شخصية) مدفيديف التي يفكّر فيها نجاد، لا مكانة لها لدى الرأي العام». واتهم النائب روح الله بيكي نجاد بانتهاك روحية الانتخابات، فيما حضّ رئيس مجلس خبراء القيادة محمد رضا مهدوي كني «الحكومة على الامتناع عن الافتراض بأن مرشحها سيفوز في أي انتخابات». وكانت مواقع ايرانية نسبت الى مشائي قوله أخيراً، إن نجاد «أقنعه بخوض انتخابات الرئاسة»، مضيفاً: «أعربت عن استعدادي، وسأترشح» للمنصب. لكن وسائل إعلام ايرانية تكهنت بأن نجاد قد يبقى في الساحة السياسية، من خلال ترشحه للبرلمان أو تأسيسه حزباً. على صعيد آخر، اختتم أعضاء مجلس خبراء القيادة اجتماعهم أمس، وزاروا مرقد الإمام الخميني «مجددين العهد مع مبادئه»، كما التقوا خامنئي الذي اعتبر أن قمة حركة عدم الانحياز التي استضافتها بلاده الأسبوع الماضي، شكّلت «هزيمة نكراء للأعداء، بعد تحويلهم القمة حرباً ديبلوماسية مع ايران». أما محمد رضا مهدوي كني، فرأى في رئاسة إيران الحركة «مقدمة لتغيير النظام العالمي». من جهة أخرى، قال أكبر توركان، وهو وزير سابق للنفط في ايران، أن عائدات بلاده من تصدير النفط خلال رئاسة نجاد التي بدأت العام 2005، بلغت 531 بليون دولار، ما يعادل 47 في المئة من إجمالي عائدات ايران من النفط، في السنوات ال103 الماضية، والبالغة 1.116 تريليون دولار.