أعلن مير حسين موسوي المرشح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات الرئاسية، عزمه قيادة تيار اجتماعي معارض للحكومة، بدل إنشاء حزب سياسي، فيما أبلغت مصادر برلمانية «الحياة» ان الرئيس محمود احمدي نجاد يريد استخدام قريبه اسفنديار رحيم مشائي الذي اعترض المرشد علي خامنئي والتيار المحافظ على تعيينه نائباً أول للرئيس، ورقة مساومة مع البرلمان لإبعاده في مقابل المصادقة على التشكيلة الحكومية. في الوقت ذاته، نقلت قناة «العربية» عن الديبلوماسي الإيراني المنشق عادل الأسدي قوله إن معلومات وصلته عبر تواصله اليومي مع جهات إيرانية في الداخل، تفيد بأن رجال دين في قم بزعامة آية الله يوسف صانعي وآية الله حسين علي منتظري، اتخذوا قراراً ب «الانتفاض» على ولاية الفقيه ممثلة بخامنئي، موضحاً أن ما جرى في إيران كان مخططاً له ولم يكن معركة من أجل الرئاسة بل حركة شعبية بدعم رجال دين في قم لقلب ولاية الفقيه. وأشار الأسدي (52 سنة) إلى أن رجال دين في قم متفقون على أن الزعامة الدينية، بعيداً عن منصب الولي الفقيه، يجب أن تكون لشخص آخر معتدل وأكثر أهلية للمنصب «هو هاشمي رفسنجاني» رئيس مجلس خبراء القيادة. ولفت إلى أن غالبية الشعب الإيراني هم عرب وأتراك وأكراد، وهؤلاء ليسوا راضين عن النظام ويقومون بدور كبير في ما يجري الآن. في غضون ذلك، أشار موسوي الى عزمه القيام بعمل اجتماعي بدل تشكيل حزب سياسي، لمواجه الحكومة. ودعا خلال لقائه أمس عدداً من مديري الصحف وأساتذة جامعيين، الى التمسك بالدستور للمطالبة بالحقوق المشروعة، لأن «هذا القانون يملك الأطر الكافية لاستيفاء الحقوق السياسية». وقال ان «الاستمرار في المطالبة بالحقوق المشروعة، يجب ان يكون في إطار الحكمة والتدبير»، داعياً الى الالتفاف «حول الحد الأدنى من المطالب لتحقيق الإجماع الوطني». وأوضح انه يريد العمل في إطار نواة مركزية صغيرة تضم وجوهاً سياسية، من اجل الوصول الى «هوية اجتماعية كبيرة». جاء ذلك بعد قول علي رضا بهشتي مستشار موسوي، ان المرشح الإصلاحي أرجأ الإعلان عن جبهته السياسية، لإجراء درس مستفيض لأركان هذه الجبهة وعملها، بعد المشاورات التي يجريها مع الفعاليات السياسية داخل إيران. الى ذلك، أنهى رفسنجاني زيارته لمدينة مشهد، بعدما ناقش مع عدد من العلماء والفعاليات الدينية الأحداث الأخيرة. في غضون ذلك، تزايدت الضغوط على نجاد لإلغاء قراره تعيين مشائي نائباً أول للرئيس. وأفتى المرجع الديني ناصر مكارم شيرازي ب «عدم مشروعية» تعيين من يعتقد بصداقة إسرائيل، في إشارة الى مشائي الذي كان قال في تموز (يوليو) 2008 إن إيران «صديقة للشعب الإسرائيلي». وقال محمد حسن أبو ترابي فرد النائب الأول لرئيس مجلس الشورى (البرلمان)، ان خامنئي أبلغ نجاد «كتابة» رغبته بإقالة مشائي. ونقلت وكالة الأنباء الطالبية عن أبو ترابي فرد قوله: «هذا مطلب جدي للمرشد، وهو مطلب غالبية أعضاء البرلمان». وأضاف إن إبعاد مشائي «قرار استراتيجي بالنسبة الى النظام السياسي، لا يمكن التنازل عنه بأي شكل». وأكد النائب المحافظ احمد توكلي ان المرشد بعث السبت الماضي برسالته الى نجاد، حول ضرورة استبعاد مشائي. كما أكدت وكالة أنباء «فارس» الرسالة. لكن نجاد أكد لوكالة الأنباء الرسمية الإيرانية ان مشائي «عُيّن نائباً أول للرئيس وسيواصل عمله»،. وكان لافتاً ان التلفزيون الإيراني لم يبث تصريح نجاد حول مشائي. وأفاد موقع إلكتروني محافظ بأن مسؤولي التلفزيون تلقوا أوامر عليا بالقيام بذلك. وكان مشائي أكد لوكالة الأنباء الرسمية الإيرانية انه باق في منصبه. وابنة مشائي متزوجة من ابن نجاد. وقالت مصادر برلمانية ل «الحياة» ان نجاد يريد استخدام مشائي ورقة مساومة مع البرلمان، لإبعاده في مقابل المصادقة على التشكيلة الحكومية. وأوضحت المصادر ان نجاد يريد السيطرة على وزارة النفط.